و للثورة أصداء و تداعيات. خواطر

 

على خلفية ضجة أحدثتها واقعة ما أثارت فضول الكثيرين حتى صار الكل يتساءل ما الخطب ما...؟ وجدتني أريد أن أقول لنفسي بطريقة ما أحسبها أنها بسيطة و سلسة كما يمكن للجميع أن يفهمها دون تأويل أو زيغ. و تكون بذلك مراجعة و شعلة نستزيد بها في إضاءة الطريق.

و للثورة أصداء و تداعيات. خواطر
و للثورة أصداء و تداعيات. خواطر 

كيف نوازن بين الفرح و الحزن؟

ربما يكون هذا الوقت الأنسب لتتنحى عن عالم الميديا لفترة حتى تستجمع قواك وتبقي طاقتك للحياة على قيد الحياة. لا شك أن ما رأيته مؤخرا و سمعته هو رسالة لك وحجة و هو كذلك بشرى و نذر. 

أن تنطفئ الروح بعد الصدمة فهذا شيء طبيعي و لكن الخطر هو أن تتأثر بحيث لا تعد ترغب في الاستمرار في هذه الحياة. و كونك ضيفا و زائرا مؤقتا على هذه الأرض يقتضي منك أن تمضي رحلتك متقبلا بما احتوته رحلتك هاته مهما بلغ حجم الألم الذي فيها. 

و إن كانت حتمية النهاية لكل ظلم مسألة وقت لا ضمان على الصبر إليها، فلا مناص للإنسان الذي يتصف بمعايير الإنسانية أن يصب تركيزه ما أمكنه على النقط الإيجابية في المحطات الصعبة و إلا فقد كل شيء و ضاع منه كل شيء. 

قبل أن نبلغ المستقر، لا بد أن نرى عجائبا أخرى نشعر من حجم ضخامتها بالذهول كما لم نشعر به من قبل. نحبس الأنفاس في عدة مواقف، و خلال مواقف الحياة و أقدارها العادلة و المتباينة، 

مفارقات

و حين يمضي الغافلون و المغيبون في سهراتهم  يتناقلون ساعات اللهو و العبث لا علم لهم بما يحدث و غير آبهين لا بمصيرهم و لا بمصير الآخرين. في أزمنة ما و أمكنة ما يتجرع آلاف المنكوبين أضعاف الآلام من أم قشعم. لا يعلم بهم أحد و لا شاهد عليهم إلا الله. ألم يكن إجحافا في حق أنغسنا أن نغفل عن كوننا في اختبار شديد و أنه لم ينته بعد حتى نسلم و نطمئن على الأرائك.

 كانت تلك لحظة حاسمة علينا رؤيتها بإيجابية و توقظ أكثر من ذي قبل. و أن نعلم أن النهايات السعيدة لا تكون في الروايات فقط بل هي حقيقة و إن طال انتظارها و إن تخلل طريقها محطات وعرة و وقفات أليمة. فمن مضى فقد خلص إلى نعيم و من بقي فلا شك أنه استفاق حيث لا ينام و إن نام. و ازداد بالله إيمانا و إليه فرارا و قربى. 

استخلاص 

هكذا يجب أن يكون الطريق دون أن ينسى الإنسان حجم النعم التي هو فيها مهما كان الحال الذي فيها. يحز على النفس ألا يخرج المرء من هذه الواقعة بشيء. فالعبر كثيرة و المنح أكثر و السنن جلية لا تتغير. و الأدوار تتناقل بين الأشخاص و الأمكنة على مسرح الزمن. 

فهل إذا ما اقتضت حكمة الله و إرادته و دارت عقارب الزمن إلى أي منا فهل نحن على استعداد و إن لم نكن كذلك فما الذي سيخلصنا. قد يكون أجدر شيء لنا حاليا هو  المراجعة و التقوي بالسنن لنسلك أقصر طريق على أثر الرسول.

"وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" سورة البقرة 269

لولا رجاحة العقل لتمارى أحدنا على الآخر و لانهزم في أتفه المعارك و لضاعت كرامته و سقطت هيبته و لكن الرشد شيء جميل جليل. و لكن الحلم تاج الأقوياء و بعد النظر من سمة الحكماء.

 قوي حقا ذاك الذي له نظرة ثاقبة تتجاوز ضبابية الرؤية عنده و تنفذ إلى شيء اسمه المعنى و المغزى. مسالمة تلك الروح المترفعة التي لا تحتاج إلى تزكية من أحد و إنما تزكيتها أن تعمل على إبقاء سجيتها نقية. 

سفاسف الأمور للجميع بينما عظامها لبست متاحة للجميع. فإن كنت ممن يثمن العالي و يبخس الدني فطوبى لك في رحلة الحياة . و ما الحياة إلا إحياء للفضائل و إماتة لضدها.

 يعز علي من يجهد نفسه و يجاهد ليرضي طرفا على طرف. تراه لو لم يفكر في الاقتحام لأن النتيجة غالبا تكون نصرا بطعم الهزيمة ما لم تتحرر هذه النفس من حظوظها المغرورة. 

عندما تأتيك فرصة للتمحيص فانتبه لها فقد يكون سبب شقائك في التمادي حين يعظم في ذهنك البطر و تتعاظم الأنا لتبطش بالموجود. لا تكن سيء النية فتصاب بالشك. إن الشك يقتل صاحبه و ما أنا هنا إلا ناصحه. لأذكره و أذكر نفسي أن كل ما يزرعه المرء يوما حاصده.

MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-