ليس كل حب من ورائه هدف، تحركه شهوة و تحكمه غريزة.
ليس كل تعبير من ورائه قصد يدعو للريبة.هناك نقاء في الأرواح يفرض نفسه إذا أحبت.
ليس كل تعبير من ورائه قصد يدعو للريبة.هناك نقاء في الأرواح يفرض نفسه إذا أحبت.
هناك خير قد يكون مدعاة لتمجيد هذا الحب المشبوه. فالحب للجمال و الحق و الحكمة جمال. و حب النفوس الراقية نوع من الكمال، و التعبير عنه من شيم الراجحين بعقولهم الطامحين للسمو. فطهارة الأبدان تستوجب طهارة القلب أولا و الوجدان. و أن لا نعمم في زمن كثر فيه اللغط و الخلط بين كل شيء و إصدار الأحكام.
أنت يا من في قلبك نصيب لحب الله و عباد الله، إياك أن تنساق مع القطيع، فمن لا يحب شبيهه ليس منه.
حافظ على نقاوة معدنك و كن محبا بأن لا تؤذي أحدا و تمنى لغيرك الخير يؤتيك الله منه خيرين، فالخيرة بيد الله يرزق من يشاء، فلا داعي لتحسد أخاك على ما أوتي من فضل الله. واسأل من له الخزائن لا تنفذ و الطلب عنده ليس له حد.
كن محبا مهما كان الفعل المقابل شنيعا فأنت لا تتعامل بالمثل، و لكنك ابن الأصل و تتعامل بالأصل. إلا أن تخشى ضررا يلحقك، فاكف نفسك شره و ترفع بحبك عن من ليس له أهل. و لا تكره أحدا حتى لا ترهق نفسك و تذهب عليهم حسرات.
دمتم للحب أهل و محل.
خواطر نثرية عن مفهوم الحب |
رحلة إلى الحب
للحب جمال
عندما يأتيك الحب ستنضج، و ستصبح طفلا صغيرا مفعما بالحيوية شغوفا بالحياة. ستتألم لا محالة، و ستتعلم الكثير في فترة وجيزة. إن كنت فطنا ستدرك مغزى الحكمة و الرحمة التي أودعها الله فيك، ستدرك حتما أن الأشياء الجميلة لا تستأذن حين تأتي كما لا تفعل حين تذهب.
الحب هو الذي يعصف بجزيرة المشاعر لديك، فبعد أن كنت إنسانا عاديا، تصبح و دون أن تدرك إنسانا لا يعرف الأنانية، إنسانا يحب الخير بكل أنواعه، و يرى السماحة في كل شيء. سوف تحب الحياة و المقاومة رغم ما يوجد في هاته الحياة من التحديات و التناقضات. صدقني إن لامس الحب قلبك يوما ما ستدرك أنها البداية لولادة روحك في السير إلى الله.
ستتعلم كيف أن الله يحبك و يغدق عليك من النعم ظاهرة و باطنة. ربما ستنتبه لأول مرة لابتسامتك و أنت تحتسي قهوتك الصباحية، سوف تشكر ربك أنك تستطيع أن تستمتع بألوان الحياة.
ستحاول ما أمكنك ان تعيد بناء أفكارك من جديد، و سترى أيامك تجري و أنت تلاحقها لتبقى معك، لتبني أحلاما حقيقية بعد أن كنت لا تؤمن بالأحلام. ستؤمن بأنك فعلا شخص صالح، لأنك ر أيت الجمال يتجلى و لم تغفل عن إدراكه. إنك تسمو بروحك عن جسدك و بأخلاقك عن رغباتك و تتعلم أن الحب أسمى من كل ذلك، أن تدرك لا محالة أن الروح من أمر ربك و أن مجيء الحب في هذا الوقت بالذات ليس صدفة، ستتعلم أن تكون أو لا تكون، أن تعيش السعادة أوأن تختار اللا سعادة. المحبة حكمة كن سخيا بعطائك كسخاء المطر، و لتبدأ بنفسك ، أحبها و أحب من حولك، ليس بالضرورة أن تكلف نفسك أشق الأمور، يكفيك بسمة صادقة لأهلك و لكل من يصادفك، و طبطبة على مهموم، و شربة ماء لطائر يتحايل عليك من خلف النافذة. كلمة طيبة تصلح بها حالا و تهدي بها بالا و كأنك تصدقت مالا.
الحب ليس أن لا تحزن أبدا أو أن تعيش خيالا، إنما الحب أن تستخلص من كل فترة عبرة، ذكرى، بشرى لما هو آت، و لا تقلق ما دمت تزرع الورد فلا يهمك من يقطفه أو يستنشقه، المهم أن تمضي و لا تتحسر على وفائك أو أحلامك، بل استمر في عطائك و بهائك، و دع سطورك و بصماتك و بسماتك... دع كلماتك تكون الفيصل لمن أراد الحياة.
أنواع الحب
الحب نوعان: حب لك، و حب عليك. كما في الكلمة حرفان، لكن، شتان شتان، بين العبارة الأولى و الثانية، فالأولى الكل يبحث عنها، و الثانية لا يبحث عنها إلا من بلغوا درجة الاحتراف في المشاعر، من أدركوا أن سعادة غيرهم قد تنعكس عليهم ماداموا لها قاصدين.
و لكي ينعكس العطاء، فلا بد من الاستمتاع ساعة الهبة، و حيث العناية غير مشروطة بالمكافأة و رد الجميل. بل هي سخاء حتمي و تلقائي لا يتطلب شخصا و لا مكانا و لا زمانا.
هو أبعد ما يكون عن الماديات، و لهذا نجده شبه منقرض منذ زمن بعيد، فاختلف بعد ذلك مفهومه وصار مطية و وسيلة لكل الأهداف النبيلة و غير النبيلة، فدنست طهارته و أصبح مجرد عبارة جافة مستهلكة. صار عنوان النفاق و المقاصد الدفينة ليكون في نهاية المطاف خلفية كل ضحية أمية في الوعي بالذات و تقدير مكانتها السامية التي حباها الله بها.
و بتعدد الغايات، و اصطدام الآراء و الثقافات، و لما قلت شيم الأخلاق و الصفات، أصبح من السهل استباحة ما كان بالأمس من المقدسات.
لقد تبلد الإحساس بترديد الكلمات، واختفت المصداقية مع توالي الإطراءات و العبارات الرنانة.
و كنتيجة، أصبح من السهل بدء أو إنهاء العلاقات. و مع وسائل التواصل، استهدفت الحرمات، وصار بالإمكان الاستغناء و الاستبدال و التغيير حسب المزاج و المصالح .فإلى أين نحن متجهون بذاك الإنسان الدفين فينا، و إلى متى نخدعه ونوهمه ببساطة الأمورو نحن جاهلون تماما بالعواقب التي قد تؤجج القطيعة بين العلاقات التي من المفترض أن تكون إنسانية لا أنانية.
مفهوم الحب
بكأن الحب شيء مختلف، لا لا أجده كما سمعت أو قرأت، و حتى لم أشاهد بعد كيف أدركت. لم يكن لقاء و لا جفاء و لا أحادي العطاء، ولم يكن حبا سرمديا كحب قيس وليلى أو عنترة و عبلة، لم يكن مدادا أحمرا أو أسودا على صفحاتي البيضاء.
هو طهر لا تريد أن تجود به السماء مخافة أن لا يتكرر على أرض البطحاء. هو حلم العنقاء على أهداب سامرة عفراء، تدني الأحلام منها و وتبعدها متى تشاء، متى ما تبين لها أن إرضاء الأهواء وسيلة هشة ليس لها أصداء، و أن قمة الحب أحيانا في التخلي و الاستغناء، و أن لا تبني سعادتك على من ذهب أو جاء. بلاء، وباء، رجاء ... مفردات لا توجد في قاموس الحب و الوفاء، لا، لا نماء إذا نحن عاندنا القضاء و نسينا الحكم من رب السماء، و الداء و الدواء في أنفسنا و لنا الأحقية و البقاء. في عالم السمو و الصفاء.
هي شبه مثاليات و لكن، أليست تستحق منا العمل و التأمل على حد سواء! فالتغير ملازم لنا مهما فررنا منه مهما حاولنا إحكام الغطاء. و البلايا و الحوادث علمتنا كيف تتشكل وتتبلور حكايا و قصص الأيام القادمة، وكيف تقسو على كل ذي كبد و عاطفة رهفاء.
لا مناص من الأنا بالشكل الإيجابي الذي لا يفقدنا الشمولية لا يقطع عنا العطاء، و أن نشارك في الحب أحبابنا، و أعدائنا نتصدق عليهم بما أوتينا من حكمة وواسع صدر و ذكاء .
**************
كيف يكون الحب في زمن الكذب و تنميق كل شيء
حتى المستحيلات تكاد تبدو ممكنة
حتى الأوهام تتنفس ما تيسر
و بين الغفلة و الحقيقة تضيع الصلة
كيف يكون الحب حافزا لأولئك الذين تتلمذوا على الميوعة و بخس البضاعة
و أن الجرأة و الحياء خطان متوازيان .
كيف يعيش الحب الذي يبتدئ بالوعود و ينتهي قبل ميثاق العهود
و أن الماديات صارت هي التي ترشده أحيانا
و أحيانا ترمي به في أول سلة مهملات حسب الأحوال و الحاجات
فالأزرار متعددة و تحمل في طياتها إن شئت علاقات متجددة
كيف لا يخجل الإنسان من نفسه وهو يتخلى عن إنسانيته
في سبيل أوقات محسومة تنسيه اللحظة
و تذكره باقي العمر بغلطة .
هل يتوقف عداد الخداع باحثا دائما عن أدوار البطولة.
هل يصدق البوح هذه المرة إذا ما فتحت سيرة الحب و أهله...
حب متهم
و لأن القلوب أصبحت أكثر قسوة، فقد أصبح الحب غريبا في وطننا. حتى في الخيال لم يعد طعمه بريئا كما كان. و استحضاره إذا شئنا أن نحكي قصة، فلا مناص من التجرد التام و التحرر من الواقعية.
أتذكر يوم كنت صغيرة، كان نطق هذه الكلمة في حد ذاته عيب أو خروج عن نطاق الأدب. حتى التصور الأولي لم يدعوه لنعرفه على حقيقته. ألبسوه ثوبا من العار حتى و إن كان معناه لا يحمل سوءا .
فالحب كلمة شاملة عامة، أنعم الله بها على العبد ليتعرف عليه، و جعله رزقا للأم كي تحمي به وليدها. و قبل ذلك جعله وسيطا لمن أرادا أن يعيشا في سكينة و مودة.
كل هذا لم يكن يتراءى حين تسمع هذه الكلمة. كان فقط الظن السيء و القصد المريب هو الغالب. ما جعلنا نضحك استحياء و لا نخوض الحديث في ذلك. كبرنا و عرفنا أن الحب شيء أثمن على أن يحكى أو يروى و أن باسمه استعبدت أسماء و أعتقت أخرى.
و حتى الآن لا تزال مرادفاته طنانة رنانة تحت مسمى أو بدونه. و في نظري يبقى الحب تلك المادة الهلامية التي لا و لن يمكننا أن نعرفها أو نعيشها ما دمنا نحاول من خلاله السيطرة و الاستغلال لا التعايش و الاستثمار.
الحب بين المنظور و المسطور و الواقع.
لطالما تغنى أهل الشعر و البلاغة بالحب و ألبسوه هالة السلطان و كيف أنه إذا نزل بأحد غيره و صيّره من كائن إلى آخر.. و إذا انتقلنا إلى مقامات الصوفية نجد أن ما كتب عن الحب من تغلغلات روحية و نفحات استثنائية سامية تسمو بمن ولجها و تحلق به في سماء الإعجاز من قرب للعالم الغيبي ثم تعود به بلطف لعالم الأرض المادي، فيتأرجح قلب هذا المكتو و تظل تلك الشعلة في القلب الموصولة لديه بوصلة يعتمدها في سكناته و حركاته.
و إذا انتقلنا إلى محاولة تفسير هذا الحب و إسقاطه على واقعنا الحالي و حسب التجربة المتباينة. فلا يعدو أن يكون الوهم الذي يسبق صدمة الحياة القاسية. هو ذاك الذي سيظل الكل يبحث عنه بمفهومه المنظور النظري و الذي يفقد مصداقيته إذا ما أسقط على واقعنا. و ذلك لتعقيد التكوين التصوري له في أذهان الكثيرين.
فأصبح مطية للغايات و سبيلا لقضاء الحاجات و تربع اسمه عنوانا لتبتاع الكتابات و لتنجح بذلك مختلف الأعمال الفنية حيت تشد انتباه المتلقي المتضور جوعا للعاطفة فيتخيل له بذلك أنه يشبع احتياجاته منه من خلال متابعة كل هذا.
فيغتني من خلال ذلك الكثير من الساسة و المفكرين و أصحاب الأعمال.
يمكننا أن ننصف هذا الخلق و الإحساس فنجرده من السوء لأنه يظل أداة و شعورا يستخدم حسب النوايا الآدمية. و لما كان الحب و لا يزال يلعب دورا في تغيير الأحداث سواء كان هذا الشعور حقيقيا أم وهميا فسيظل يتحكم في المعادلة ما دام الإنسان لم يفكر كيف يحب نفسه بدون أنانية.
لو أن الهوى يعلمنا حين يأتي نجدف لأجله لا نبرح الميناء أو السفينة، لكنه عاصف كما الإعصار يجتث من القاسين نعمة الإحساس و يعصف بالقلوب الهشة. يا ليته كان عادلا لكان المحبوب و الحبيب في الحظ سواء. لكنه متحيز يشبه ابن آدم هو لا يحكم العقل و إنما يخبط خبط عشواء،
فإذا ابتليت به قلت في قرارة نفسك و رغما عنك لو أن الهوى شاء ستسلم له دونما شعور و تلومه ثم تلم نفسك على الوقوع في شراك لا قرار له يتمايل كقشة في الفضاء. هل يا ترى يفهم قولي إلا من اجتبى في الحسن علامات و ألبسه الفؤاد أوصافه العمياء. يا هائما بالليل تائها بالنهار ناسيا متناسيا إذا أحببت قس على قدرك لا تغامر في الأعماق إن للهوى أنياب و ضحكة صفراء