كيف تكتب في الظلام . خواطر

إلى كل الأقلام الحرة الأبية . هذه كلمات صادقة من القلب لعلها تجد أذنا واعية ما دامت هناك عقول صاحية بالحق صادحة.

كيف تكتب في الظلام. خواطر
كيف تكتب في الظلام. خواطر

كنت سأسامح لو أن الشمس عجلت بالشروق.

 لو أن غيري ما اكتفى بالتحديق و سلك لسبيلي سبلا و

 وألغى الفروق.

كنت لأسمي عصري سابقة في مدينة الحقوق. 

أنا ما مرقت يوما عن إنسانيتي و خلتها ستحميني إن رفع

 أحدهم السلاح في وجهي أو ثار مطالبا إياي أن أنزع علمي

 من فوق منزلي. أن اضرب الصور بيني و بين إخوتي . 

إخوتي الذين علموني معنى الوثوق.

 لن أعتذر عن وفائي و لست نادما على بقائي. 

قدري أن أنازع الموت قبل أن يسبقني فيعلن الحداد على

 دول الطوق.

نعم، دول الطوق لأن في مدينتنا لم يعد هناك من يقيم العزاء.

إلا أشلاء متتالية فلا تطلب مني ما لا أطيق ليس هذا وقت التعليق أو انتقاد الذوق.

الظلم ظلمات

متى آخر مرة بكيت حتى ابتلت ملابسك، و تجاوز ألمك الألم لتعلم أخيرا أنك وحدك في المعركة. لم تكن تعلم من قبل أن وجودك وحيدا سيكون أشد عليك من الألم نفسه. فحجم المعاناة لا يمكن حصرها، فحينما تعيش فترة طويلة في بيئة بين  من كنت تعتقدهم إخوتك و أنت المدلل بينهم، وفجأة تكتشف أن من حولك خذلوك فلا تصدق و تظل تستنجد بهم عبثا تحاول و تنادي عليهم باسم ما اعتدت تقديسه فلا تجد استجابة من أحد. 

و يحدث أن تتداركك ألطاف الجليل فتنجو بأعجوبة من الجنون و تكمل مسيرتك بلا عكاز تستند عليه. و يحدث أن تكون مستعدا في أي لحظة لتستغني على رجليك جبرا لا اختيارا و تفضل أن تتمسك بالأرض عوض أن تحافظ على صحتك فتؤدي ثمن حريتك لتموت في النهاية وحيدا و حرا تماما كما أتيت لهذه الدنيا وحيدا و حرا.

كيف تكتب في الظلام

كيف تكتب في الظلام رسالة سلام، من يصنعها و كيف تصنع إذا كانت فئات و فئات و فئات تعيش و تستمتع كأنها في الأحلام. وعلى الجانب الآخر فئة تحتضر و لا تستطيع الكلام.

عليك أن تفكر ألف مرة إذا أردت أن تخرج قلمك كي تكتب رسالة سلام تحت الظلام. عليك أن تعلم أنك إذا أخرجته و شرعت في الكتابة فقد بدأت أول خطوة في رفض الظلام

عليك أن تكون ذا قيم و مبادئ و غايات شريفة لا تساوم عليها و لا ترى إلا أهمية رسالتها على الدوام. عليك أن تقدر نفسك أولا و أنك دون الباقين من اختاروا غض الطرف و تجاهل الأمر و إن كان الأمر قد بلغ ذروته، فهم لن يمروا عليه إلا مرور الكرام أو اللئام.

يا من قررت أن تكتب في الظلام، هل تعلم أنك بهذا قد صرت سفير السلام حيث تنصر صاحب الحق و تنبذ سارق النور و توقظ الضمير بين الأنام. فلا تتوقف إن فعلت و قررت أن تكتب في الظلام، فابدأ بمن يهتف ببن الناس بالسامية، و اكشف ما تراءى لك من تجاوزات... اذكرها و عددها و لا تبقي منها باقية، إنك إن فعلت شددت الانتباه و كم صار من اللازم و الطارئ أن تشد الانتباه لما يحدث في الزاوية، فلا الصبح صبح و لا الليل و لا الأجواء تهدأ ثانية


عرِّج على المأوى، أين المأوى و المأكل و الدواء ؟ ليس هناك شيء إلا بلوى أتت من هناك من أصحاب المن و السلوى. هل تسكت بعد هذا... هل تغض الطرف مرة أخرى؟ هل تعجز حتى عن الإخبار، فمن سيتحدث يا ترى و من سيلقي بالا لمن يعانون في الزاوية. بالله عليك، لا تحرم نفسك أن تكون شاهدا بقلمك على الحق لا بالزور و طمس القضية. لا تكن نذلا مثلهم و تقل ليست تلك قضيتي.

إن كنت لا تدري، حتى أنت تعيش في الظلام و مصيرك يوما أن تُحشَر في الزاوية. فاحذر أن تغرّك العافية. لا شيء يدوم غير ما أخلصت فيه لله و صنعت لك مجدا في نصرة الحق. فلتُبقِ قلمك حيا لتظل حيا و ليحيا معك من حيي و ذكره بأيام الله. سيأت حتما نصر الله و لكن، فكر و فكر ثم فكر،  كيف ستكون أنت حينها.

MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-