إلى كل الأقلام الحرة الأبية . هذه كلمات صادقة من القلب لعلها تجد أذنا واعية ما دامت هناك عقول صاحية بالحق صادحة.
الظلم ظلمات
متى آخر مرة بكيت حتى ابتلت ملابسك، و تجاوز ألمك الألم لتعلم أخيرا أنك وحدك في المعركة. لم تكن تعلم من قبل أن وجودك وحيدا سيكون أشد عليك من الألم نفسه. فحجم المعاناة لا يمكن حصرها، فحينما تعيش فترة طويلة في بيئة بين من كنت تعتقدهم إخوتك و أنت المدلل بينهم، وفجأة تكتشف أن من حولك خذلوك فلا تصدق و تظل تستنجد بهم عبثا تحاول و تنادي عليهم باسم ما اعتدت تقديسه فلا تجد استجابة من أحد.
و يحدث أن تتداركك ألطاف الجليل فتنجو بأعجوبة من الجنون و تكمل
مسيرتك بلا عكاز تستند عليه. و يحدث أن تكون مستعدا في أي لحظة لتستغني على رجليك
جبرا لا اختيارا و تفضل أن تتمسك بالأرض عوض أن تحافظ على صحتك فتؤدي ثمن حريتك
لتموت في النهاية وحيدا و حرا تماما كما أتيت لهذه الدنيا وحيدا و حرا.
عليك
أن تفكر ألف مرة إذا أردت أن تخرج قلمك كي تكتب رسالة سلام
تحت الظلام. عليك أن تعلم أنك إذا أخرجته و شرعت في الكتابة فقد بدأت أول خطوة في
رفض الظلام.
عليك أن تكون ذا قيم و مبادئ و غايات شريفة لا
تساوم عليها و لا ترى إلا أهمية رسالتها على الدوام. عليك أن تقدر نفسك أولا و أنك
دون الباقين من اختاروا غض الطرف و تجاهل الأمر و إن كان الأمر قد بلغ ذروته، فهم
لن يمروا عليه إلا مرور الكرام أو اللئام.
يا من قررت أن تكتب في الظلام، هل تعلم أنك بهذا قد
صرت سفير السلام حيث تنصر صاحب الحق و تنبذ سارق النور و توقظ الضمير بين الأنام.
فلا تتوقف إن فعلت و قررت أن تكتب في الظلام، فابدأ بمن يهتف ببن الناس بالسامية،
و اكشف ما تراءى لك من تجاوزات... اذكرها و عددها و لا تبقي منها باقية، إنك إن
فعلت شددت الانتباه و كم صار من اللازم و الطارئ أن تشد الانتباه لما يحدث في
الزاوية، فلا الصبح صبح و لا الليل و لا الأجواء تهدأ ثانية.
عرِّج على المأوى، أين المأوى و المأكل و الدواء ؟
ليس هناك شيء إلا بلوى أتت من هناك من أصحاب المن و السلوى. هل تسكت بعد هذا... هل
تغض الطرف مرة أخرى؟ هل تعجز حتى عن الإخبار، فمن سيتحدث يا ترى و من سيلقي بالا
لمن يعانون في الزاوية. بالله عليك، لا تحرم نفسك أن تكون شاهدا بقلمك على الحق لا
بالزور و طمس القضية. لا تكن نذلا مثلهم و تقل ليست تلك قضيتي.
إن كنت لا تدري، حتى أنت تعيش في الظلام و مصيرك
يوما أن تُحشَر في الزاوية. فاحذر أن تغرّك العافية. لا شيء يدوم غير ما أخلصت فيه
لله و صنعت لك مجدا في نصرة الحق. فلتُبقِ قلمك حيا لتظل حيا و ليحيا معك من حيي و
ذكره بأيام الله. سيأت حتما نصر الله و لكن، فكر و فكر ثم فكر، كيف ستكون
أنت حينها.