بين الفينة و الأخرى، يحتاج المرء أن يذكر نفسه و الإنسان الذي حوله بحس الإنسانية، و عليها يقيس اعتداله و آدميته. و مهما كانت الظروف المحيطة به صعبة أو قاسية، فالإنسان يبقى طرف فيها و مهمته أن يحافظ على هذه الإنسانية و يحمي بها عالمه و بيئته.
قصائد. رسالة من إنسان |
هذه قصائد متنوعة تصب في نفس الموضوع، و هي رسالة تذكير و تنبيه حتى يظل الضمير حيا فينا و نستحق الحياة.
قصيدة أنا إنسان
أنا الوحيد الذي لا يجيد تحمل قساوة المشهد
و لا يريد العيش إلا ليسعد و يسعد.
لكم السلطة و التسلط و السيطرة في الشر
و لكم أن تقرروا مصير من طالت إليه أطماعكم
و لكم كل سهام البغي
و لكن
أنا إنسان.
بما أحمله و بما تحمله معاني الكلمة.
طريقي بعيد بلا حدود
و أنتم تريدون تحطيم الإنسان من داخلي
و هل تبقى لي شيئا بعدما أعدمتم في حسي الإبداع
و صيرتم أفكاري تحت الإيداع.
تظنوني لا أستطيع أن أفعل شيئا حيال سطوتكم
مخطئون و عبثا تحاولون
إنسان أنا
و سأظل أنبذ الظلم و أندد به حتى أستمر
في تنفس الهواء النقي الذي له تفتقدون.
سأسخر أقلامي في عصر الأقلام الملونة
و لن أزين الحال،
ما هو واقع يفوق وقعه
حجم الوصف و التعبير.
واقع الحال في أمس الحاجة إلى التغيير
و أنا بدوري أحتاج أن أبقى
متيقظا حتى لا يطالني التغرير.
و إن كان قد سرى معظمه في تاريخي،
فأنا سأحاول جاهدا أن أحسن التدبير.
.أنا إنسان،
و سأفصل بيني و بين من حولي من الخوارج.
خوارج عن الفطرة و عموم الأخلاق و الأذواق.
و أنا الإنسان الذي بأمر الرب سيصنع التحرير.
قصيدة أوضاعنا
أوضاعنا مخزية
مزرية
عارية
و نحن فيها كقشة في الهواء
لا وزن لنا و لا صدى
يتلاعب بنا
و ندرك و لا نحرك ساكنا
هل حقا رضعنا الجبن
و فطمنا عن الكرامة
هل صار بيننا و بينها
سنوات جساما
اسأل عن كل شيء يا صاحبي
ولا تسل عن أوضاعنا
في أوطاننا
كل شيء صار مستباحا
أحلامنا لم تعد تشبهنا
صودرت قبل موعدها
و استبدلت أحزانا على أحزان
فاسأل عما تشاء يا صاح إلا عن أوضاعنا.
قصيدة سوار الحكمة
سوار الحكمة
ترتديه قادمة من زمن أفلاطون
قبل أن تنقرض المدينة الفاضلة
و تُستَبدل بالمدينة المتنقلة
قلبوا حقيبتها
وجدوها تنتمي لحقبة زمنية بعيدة
اعتذروا لها
اعتذرت عن قدومها
في الوقت الغير المناسب.
أرادت الرحيل
أخذوا لها
تذكرة مستعجلة بلا عودة.
قصيدة سواعد الإخاء
مجبولة على الحب أنفسنا
و على الكره أيضا
ترى هل نستقي ما نستفيد
و نسقي منه
أم نستحوذ كما أولئك البخلاء
نظل نتساءل
حتى تنتبه أناتنا الداخلية
و تدرك أنها لن تنال حتى تعطي.
مفتولة عضلاتنا
ما فائدتها
إن لم تحتو بالدفئ أحبابا لها تحِل
أو حتى تُسهِم في تخفيف حِمل
عندما نعكس احتياجاتنا على غيرنا
نصير أعدل
و أبعد ما نكون عن الزيغ.
و الإيثار...
من أعلى درجات الإحسان
فإن استطعت أن تبلغه
فإنك مجاهد
بل أنت زاهد
شريطة أن تكون مستغنيا
.
أما الاحتياج
فلا تنتظر من صاحبه شيئا
عيب عليك أن تسأل معوزا الإنفاق.