نعيش في أيامنا هذه هجوما شرسا على ثوابت الأمة، و الطعن في أهل العلم، من صانوا السنة النبوية و اجتهدوا فيها ليصل لنا هذا الدين محفوظا. و إن أقل شيء يمكننا أن نفعله تجاه هذا، أن نشيد بهم و بأخلاقهم و أعمالهم، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. هم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.
هي دعوة صريحة للبحث في سيرة هؤلاء الأجلاء عوض الخوض في الكلام في أعراضهم حتى يعلم فيم أفنوا حياتهم و كيف وفقهم الله في تحصيل كم هائل من العلم مع قصر عمر البعض منهم. و ما ذلك إلا بركة من الله لهم و توفيقا لصدقهم مع الله و أثرهم الذي بقي معنا حتى الآن يهتدي و ينتفع به الكثيرمن الناس لخير دليل على ذلك. فماذا درسنا نحن و كم درسنا حتى يتجرأ أحدنا و يجابه أو يواجه من كان غرضه الوصول لرضا الله و ليس التشكيك في كل صغيرة و كبيرة لإثارة الفتنة حتى يتخلى الناس عن دينهم شيئا فشيئا بحجة استعمال العقل كمرجعية أولى قبل الكتاب و السنة.
نجوم على الأرض
لا تقل لي إقرأ لكُتّاب و مؤلفينا
لا دوستويفسكي و لا بوشكينا
فبعدما أبحرت في أئمتنا
أقسمت أن أنصفهم
فهم قد نفعونا سنينا
إني لما قرأت لجوزية في الفقه
قلت ما شاء الله أمينا
و لما دريت عنه في أدب
وجدته حاذقا مبينا
و كم تميز في التأليف من كتب
فاقرأ مدارج السالكينا
أليس هو تلميذ بن تيمية
شيخ الإسلام نابغة مبينا
و زد عليهم ابن كثير
من كان مفسرا أمينا
و إن شئت زد في علمك ما علا
من أئمة و من صالحينا
من كانوا موسوعة عصرهم
نجوما بين الناس تهدينا
فازدان بهم الوجد و الوجود
وعلى أيديهم تربى اليافعينا
كل أولئك قد تميزوا في صدق
و تقوى و عمل دائبينا
فهل نعزف عن من زرعوا فينا التفاؤل
بالله كانوا واصلينا
و نتباهى بكل ذي شؤم
إذا جنى ليل صاح انتهينا
* شرف الدين النووي
و من سيرة الأعلام الكرام نجتبي
نجما علا في سماء الفقه و الأدب
و إلى أولئك الذين أساؤوا معه الأدب
اقول
هو النووي الخير من الأخيار
له من العلم كتبا و مؤلفات و عجب
منهاج المسلم و من روضة المحبين
يأخذك إلى رياض الصالحين فلا تتعب
في صيغة أسلوبه و عذب كلامه
رونق و جمال و ذهب
هو ركيزة في العلم مؤلف
في الحديث و منقح و مجتهد ما دائبا دأب.
و إن شئت فاسأل عن زهده و الورع
و اسأل الدارسين قبل أن تنتقد
أو تكفر أو تسب
فضله علينا و على كل منتهج لطريق الحق
منتفع ينير الدرب
هو الشامي الشافعي جزاه الله عنا خيرا و أوفى
صان شريعته من التحريف و النهب.
* كلمات في حق البخاري
قالوا في البخاري و قلت أنا
أيقونة العلم في الحديث
لا يضاهى له في الخلف وريث
راو حريص ممحص
نابغة متقن ما شاء الله
خلق فسوى سبحان الله
و رفعه بالعلم درجات
نحسبه و الله حسيبه
فذ منقطع النظير
و من يدقق أو يشكك أو يكيد
فليأت بسلطان مبين
و ليبهرنا بما أبهرنا به البخاري
وهل عانى في طلب العلم
مثل ما عانى
هل سافر
هل هاجر
هل آثر حب الله و رسوله و الدب عنه
هل تحرى في صدق و مسؤولية
مثلما تحرى
هل أصلحته أمه كما أصلحت
شيخ وحق له أن يقال
و أكثر من ذلك لو وجد
صائن لكلام الحبيب و سنته
حافظ أيما حافظ
يكفي أن أمه بشرت
بسطوعه شمسا
من الحنفي إبراهيم عليه السلام
شمس تعيد النور بعد الظلام
أمين و أيما أمين
حامل الشعلة لمن
أراد أن يأخذ العلم من أهله
فلا ينكر فضله إلا
نقيص منتقص لن يجدي في نيله سبيلا
رحمه الله
صان لنا من العلوم و الأثر
فأنعم به و أكرم
من راو و شيخ و معلم