خواطر ميمية VIP |
صادقت حرفي فعلمني الوفاء و بتطبيبه عالجت الجفاء، أقيس ضغط الشعور من خلال السطور، هائمة به قلمي و يحملني معه إلى حيث أريد، هو الوحيد الذي يحررني من العتاب و لا يشترط علي التبرير. يكفيني حاجة لأبوح فنتحرر معا كوجهين لعملة واحدة.
هي الكتابة استطاعت أن تكون في زمن الفناء و لأنني أوجدتها و أنبتتها في داخلي، لأسباب.. لدواخل لا أعلمها و مع ذلك فهي إذا أتت انسابت مسترسلة متتابعة كما الحرير.
أحيانا أجر قلمي و أشدد عليه لينصاع فلا ينصاع و عوض ذلك يستعصي و يعصي علي التفكير. أنا التي متسامحة معه لأنني أثق فيه و في الوقت المناسب للتحرير.
و كوني أخاف ألا تبقى الحروف معي فهذا لا يعدو أن يكون وهما أو وسواسا حقير. اقتنعت أن كل الأشياء في هذه الحياة تحتاج للتوقف، لأخذ استراحة، و كذلك هي تشكيلة محراب الكلمات عندي. ما علي إلا أن أتمرن لأكون مرنة أكثر فإن يأت مخاض الكلمات فطلقها يسير، و إن يتأخر فالترقب يجب أن يظل بأمل حتى لا تموت الكلمات من داخلي أو تتقهقر.
احب الفلسفة إذا كانت في مداعبة الكلمات. هي بطريقة أو بأخرى استجلاب و حث لتتهيأ ظروف الحكي أو السرد أو التعبير، و أنا سأظل سجينة افكاري فإن أنا حررتها حررتني من الجمود و الذبول.
هذه الرابطة الفريدة أتمنى أن يعشقها الناس و خاصة أولئك الذين يستصغرون شأنها فقد يكون فيها انبعاث و حياة كما أن فيها رصد للمتغير و الثابت حتى لا نتكلف ما لا نطيق أو نقصر فيما نطيق.
هذه دعوة للتعاقد مع الحروف قبل أن يتوقف النبض على جميع المستويات.
شمس العشية
- سيدرسونك عندما تكون صغيرا أنه عليك أن تكون مهذبا لتكون إنسانا جيدا، و أن تتخذ الصدق و حسن الخلق عنوانا لتكون إنسانا راقيا، محبوبا و معطاء. و عندما تحفظ الدروس و تكون حقا إنسانا جيدا ستصطدم بأن كل الدروس التي أخذتها كانت ناقصة.
لقد أغفلوا أن يقولوا لك بعد أن تكون كذلك، عليك أن تحترس من الآخرين فلا تكون ساذجا أو مستضعفا أو تكون مثاليا. احذر أن تتوقع فقط الجيد من الناس لأنك أنت جيد. لا هذا ليس بالضرورة. كان عليهم بالأحرى أن يقولوا لك، يا ولدي، نحن علمناك الجانب المشرق في الإنسان فحسب، و لكن، لتكون أهلا لكل ما تعلمته، فاعلم أنك ستواجه في حياتك اليومية نقيض كل ما تشبعت به و آمنت به و دافعت عنه.
- إن مهاراتك و جدارتك تتجلى في قدرتك على مواجهة هذه النقائض. توقعها و قاومها بالتعايش أحيانا و بالتغافل، و أحيانا بالحزم و المصادمة. ثم تكتشف بعد تجارب عديدة أنك فعلا تعلمت السباحة لكن خارج الماء. و أن تشكيلتك التي صنعت لا تنتمي للبيئة التي تعيش فيها، فتقع في المنطقة الرمادية.
فلا تفهم ما يجب أن يكون و لا المفروض لأن واقعك فيه فقط ما هو كائن. فإما أن تساير ه أو ترفضه فتصير أنت المرفوض. من أكبر الأخطاء الفادحة التي تكتشفها متأخرا أن هناك شيء مهم جدا لو تعلمته قبل أن تأخذ المحاسن أو تنبذ المساوئ.
لو علموك مفهوم المرونة و كيف تتعايش فتكون بين الليونة و الخشونة و بينهما لا تعلق في الأوهام و الحياة التي في تصورك لأنها لا صحة في وجودها على ارض الواقع و لكن، أنت من يجب أن تمثلها و تزرعها في الأرض الصالحة، و أن تبتعد كل البعد عن الأرض السامة و القاحلة، بل أن تكون فطنا ; تحذر أذاها.
- إن كونك إنسانا صالحا، هذا لا يعني أن تعيش مزيفا و لا أن تكون محط استغلال أو بكرامتك مجازفا. و لكن أن لا تستصيغ الشر فتعلمه كي تحذره و تقاومه، فإذا غالبك أن تبتره حتى تعيش مرفوع الرأس منتصب القامة .
1/ كن منشغلا ما استطعت
- اصنع لك قصة حتى لا يقتلك الفراغ. تكون فيها أنت البطل الذي يكسب نفسه في النهاية حتى و إن خسر الجميع. تقبل و اقبل بتلك الغصة، نعم صحيح أن الحياة ليست مثالية و لا الناس و لا أنت. فأعط الحق لنفسك بالخطأ و لا تعطها الحق في التعود عليه و التطبع معه، إنك إن فعلت تجاوزت المنطق و العقل و أوجبت عليك الضنك و الضيق.
- ستمر بك أوقات تضطرك لتخرج من قوقعتك، فعوامل التعرية باسطة يدها إن لم تأتها أتتك و كشفت غطاءك و هتكت بهشاشتك. استيقظ إذا إنك في غابة الذئاب. يا حمل يا وديع لا عذر لك أن تختبئ، اختياؤك يعني موتك البطيء و غيابك عن الساحة. لن تجد الراحة إلا إذا كنت متزنا وحققت التوازن بحيث لا تكن طيبا أكثر من اللازم و لا معتديا فتصبح آثم. و اعلم أنك أن لا تضر أحدا أهم بكثير و أولى لك من أن تنفعه.
2/ كن مستغنيا
قلة قليلة ستؤمن بك و تريدك أخا و رفيقا و صديقا ثم تقل رغبتهم بعد ذلك شيئا فشيئا. لتجد نفسك وحدك في المفترق. حتى و إن بقيت وحيدا في مشوارك ليس مهما أن تكون وحيدا. المهم أن لا تشعر بالوحدة، فكونهم معك ليست القاعدة بل هي عادة قد تنقطع فجأة. و حتى لا تتفاجأ أو تحبط، جد لك ما يجعلك مستأنسا حتى إن قسى جوك أو أثلج.
طوق سياج نفسك و أحسن الظن بالله. اسأله أن يملأ قلبك حتى لا تحتاج لغيره. حين يكون لك حظ في فضل الله و رحمته ستكون أنت المرجع و تفيض من حولك البركة كما لو أنك موصل كهربائي. نورانية من الله تسري فيك و تنبعث لترسلها طاقات متجددة لكل نفس أرهقها اليأس و أغلقت عينيها قبل الأجل. من واجبك و من رسالتك أن تمد غيرك بما أمدك الله به حتى لا ينقطع الخير عنك. فكن كريما لنعم ربك و حدث بها ليستمر العطاء بلا انقطاع .