خلف شبكات التواصل : شعر |
قصيدة👈 خلف وسائل التواصل
سئمت وسائل التواصل
في أيامنا هذه
لم يعد هناك هم إلا أن يلهوننا بالمشاهير و الفواصل
و ينسوننا أن لنا أهدافا و محاصل
كلما تراءى لهم مشهد مخل بالآداب
أو مجانين يفتحون عليهم الباب
نشروا و لم يقصروا في المحافل و في غير المحافل.
فإذا ما سحبتُ للأعلى
صارت العناوين خصوصيات و سوافل
ناهيك عن عناوين استفزازية تغيظك
و تقحمك شئت أم أبيت في عالم الأراذل.
سئمت وسائل التواصل
و المتنمرون اتخذوا لهم عناكب
ينسجون بيوتهم حول القدوات حتى تسقط هيبتهم
فالتشكيك صار مبدأهم و ديدنهم
و غايتهم الكبرى أن يمحوا أثار الأوائل
فبمن نقتدي و كيف نهتدي
و نحن في الحقيقة لا تواصل و لا وسائل.
زاد عجبي و ازداد غضبي
حيث صارت تُعرَفُ أصوات الحمير
و أُنْكِر على من تحلى بالفضائل
قصيدة 👈الكل مبدع في زمن التواصل
في عصرنا
بدا الكل مبدعا
إذا هذى بالجنون
فوافق الحرف الحرف
اتخذه وزنا
أو حتى عنوانا صرفا
كأن يقول مثلا:
أنا إبريق شاي يسقي العطشى
و أنت مهما بلغت تبقى
تحت سطوتي
إن لم أملأك تبق فارغا
فمن دوني لن تكون إلا كأسا
فيجببه الكأس في تعجرف و وقفة
انتبه لكلامك أيها الإبريق
أنا الذي لا يخلو مجلس مني
فإذا ملئت استغنوا عنك
و أكون نديمهم كأسا
كفاك غرورا بطولك
ألا ترى أنني الأكثر حضورا
و اسما و لمسة
أتسعى أن تغيظني
و لا أنتبه لك خلسة.
صمت الإبريق ثم رد
في عزة و أنفة
قم إلي وفني التبجيلا
كيف تجرؤ على الساقي
يا قزم كيفا.
هنا تدخل الجمع و هم يستمعون
و يلتفون حولهما لفة
ما أشعرك
ما أبلغك
أطربت مسامعنا
حررت مللنا
فلننشرنك نشرا
و لنملأن أشعارك
على كل الصفحات
و لياتوننك لهفة
مؤثرة؟! في زمن التواصل...
بارعة في كل شيء إلا في عتق نفسها
كالماهرات الشاطرات إذا رأيتها مهندسة ديكور
في كل زاوية، لها بصمة و نظرة إعجاب.
لا تسل عن حذاقتها إذا طهت
أبهرت و انبهر لصنع يديها كل الحضور.
أما إن سألت عن اللباس و الأفخم منه
سيدة سابقة العصور.
ألا ترى أنها بارعة في كل فن تجدها
نجمة ساطعة زكية النفس
تتنافس على أفخم العطور
أما إذا سألتها عن دينها كيف معها
تجيبك بكل خديعة و وهم
لا يحتاج إلى ظهور
لا أجد وقتا إلا قليلا أو مقيلا قبيل العصر
أو قد لا أجد فالإيمان في القلب
لا يطلع عليه إلا الذي يعلم
خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.
فلا تكوني مثلها بل كوني ربانية بالعلم و التعلم
و بعدهما ابتغ ما تشائين
و خذي لك نصيبا و نافسي أهل الدثور.
قصيدة👈لمن يجرؤ...
هل يدًثِر الذي سُلِب منه اللباس أو يَستتر عن العيون
أم يتنفس منزوع الهواء أم يعقِل المجنون
أسئلة تستحق الجواب
هل من جواب يشفي الظنون
صاروا به كالهوينة على محمل الهزل
و الجد صار في خبر كان لا لن يكون
سقطت أقنعتهم متأخرة على شبكات التواصل
فاخترعوا فيلترات وقوالب
ليخدعوا بها وأسموها فنون
أنا لا أعتب على الجاهل بذاته
من يركز على مظهره و كيف يجذب بوسامته العيون
يغفل القلب و ينشغل بالقالب معتقدا أن في ذلك
قيمة و مكانة
أليس هذا جنون
انا أعتب على الذي في زمن التواصل نسي التواصل
فابتلي عوض الاهتمام بالنرجسية و العقد النفسية
فلا راحة له خلف الشاشات إلا بالتحايل و الانتحال
ثم يأتي يقول يريد قلبا حنون!
✍️ ساعي البريد
و كان للمشاعر توهج.. و كان ساعي البريد سفير السعادة لدى أحبائه. يحبونه و يترقبونه دونما صبر،
فبمجرد ما تسمع طرقة خفيفة على الباب يطرق باب القلوب التي كان لها شأن و قصص في ما تحويه الرسائل من جديد الخبر فتخفق القلوب و تطرب الآذان و ترسم ابتسامة عفوية على أصحابها.
تغيرت الأحاسيس و المشاعر... و الأشخاص و الوسائل تباعا. بردت المشاعر... انطفأ الحماس لما غاب الصدق في الأساس فمن يكتب و لمن و من يستحق أن تُكتَبَ لأجله الرسالات.
هذه قصيدة بعنوان ساعي البريد، تصف كيف كان ساعي البريد همزة وصل بين الناس و كيف قل دوره في زمن التواصل الاجتماعي.
👈ساعي البريد
لن أُبَخٌس أثمانك
جهودك و اجتهاداتك
هي لك
و ليست لي
بَيْدَ أنٌي
أريد أن أُوَضٌِح
يا ساعي البريد
بَرُدَت مشاعرنا
لا فائدة من الرسائل
من يكتب الرسائل
و من يستحق أن يقرأها
المواقف التي تستوجب
كلمة و حزما لا توجد
تغيرت الآراء
و عذلت عن قراراتها
ليس خوفا من الالتزام
و لا من المجازفة
في الأصل لم تكن هناك قصص
تستحق أن تُدَوٌن
يا سائل
عن تَخلٌَُفي عن موكب العاشقين
قاطرة الحب لم تعد تُقِلٌُ أحدا
إلا إذا كان غافل.
ترمي به في أول محطات التغيير
لا تعطي له مجالا للتبرير.
و تدعه ليلملم نفسه
و يعود من رحلته التي لم تبدأ
و لن تبدأ
فعن أي حب تسأل يا ساعي البريد
و عن أي رسائل.
و الحب صار ألعوبة سهلة
و طرفة حلوة
عليها يمتطي كل نادل
يوزع الكلمات في قوالب
و ينتظر أن يكون تقديره
تحصيل حاصل.
لقد تم إيجاد بدائل.
عن الأخلاق و القيم
و استنزفت طاقات
و انتهكت فضائل
يا ساعي البريد
من ينقذنا
من لعنة الإعجاب و المتابعة
و المتابعة غير المتابعة
الحب صار صفحات
على مختلف الوسائل.
لم يعد حتى يتمتع بالاستقلالية
جردوه من الآدمية
و جعلوه هالة و هوسا
تحت طائلة لا طائل
و تريدني أن أواصل
لا لن أواصل
لا أحتاج محطة حتى أتوقف.
لن أتراجع عن قراري.
لقد اعتزلت قصص الحب
و قررت هنالك سأمضي
و دونما الحب
أنا متفائل.
👈لماذا لا تعلق
لماذا لا تعلق
على منشوري و تصفق
ألم يعجبك القول
أم ما زلت تحقق
هل تصدق؟
كلنا يعجبه أن يعجب للناس
بما يقدمه و يحقق
اطراء فيشعر بالرضا عما قدم
أو تزيد عنده الحماسة
فيزيد كتابة و يوثق.
و لكن
ليس كل ما نقوله نطبق
و لا يعجبنا من في كل كلمة
يدقق و يحقق
أو يريد أن ينتقص مما نقدمه
أو أحيانا استكبارا أو غيرة
لا يريد أن يعلق
لا بأس أن لا يقرأ
أو حتى يعر اهتماما
أو لا يصدق
لكننا نصدق
ما نكتبه و نسعد به
فتارة ننسق
و تارة نمزق
ما كتبناه إذا لم يكن مناسبا
فنعود نحلق
في سماء أفكارنا
حتى نجد ما يفيد أو يرقق
مشاعرنا فاعذرنا أيها للقارئ
إن رأيت ما ننشره مزعجا
قد يسعد غيرك فيستأنس به أو يستفيد
أو حتى يزاحم شرا لا فائدة منه
و إنما تفاهة على تفاهة
أينما وليت وجهك
تصفعك و تؤذي ذائقتك و تهرطق
👈الجمال في عصر الواي فاي
في عصر الديجتال و الواي فاي
أصبح الجمال ينحصر
على الشكل و الأرداف.
دونما خجل
على الشهوات أصبح يقتصر
فلا شهادتك ترفعك
و لا علمك
و لا خبرتك يمكن أن تقيم لك وزنا
إن لم تكن في عصر المال تعتبر
أن المظاهر أولوية
و العلاقات لا تتجاوز أزرارا
بين إضافة و حظر
لا التزام تضطر معه لتستمر.
آفة العلم أنها
أنجبت لنا نماذجا
العقول منها تستعر
و لكن
مهما بلغ ذكاء أولئك الذين
يظنون أنهم اكتسحوا الساحة
و نجحوا في التأثير
و أخذوا المساحة
على منصات أخرى
ستسطع الفطرة مجددا و تنتصر
حين لا تجد من ينقذها لتستقيم
سوف تنتهي ساعة لهوهم
ويعود الصواب للعقول فتعتبر
و لسوف يعود يوما
فلا تبتئس مما تراه
بادر أنت في الإصلاح و لا تنتظر
👈إلى من يشكون في الغاشية
إلى من يشكون في الغاشية
ها قد رأيتم الزبانية قبل الزبانية
و رأيتم حلم ربي على الطاغية
و إمهاله له فكم تكفيكم من آية
و حجج لتسلموا طواعية
أنكم ميتون
و بأن بعد موتكم
هناك حياة ثانية
أم أنها لا تعجبكم الحقيقة
وتؤثرون على الباقية الفانية
أم أن قلوبكم ما فتئت تعقل
حتى ترددت فهي إذا ما تزال واهية
هي حجة على حجة
و ما يزيد الكلام و ما ينقص
إن صمت الآذان و القلوب.
ما فائدة الأجسام الخاوية