فصل جديد، و حري أن يكون جديدا كيفما كانت عطلتنا، بتطلعات أخرى لا تكون مستحيلة و إن كانت كبيرة، المهم أن تكون واقعية قابلة للقياس من قبل طلابها.
بداية موسم من دورات الحياة |
إن كل ذي هدف جدير عليه أن يتطلع للأفضل دائما بالعمل و المثابرة و إن تعددت مسؤولياتنا و إن اختلفت. فالأم و الأب، و المعلم و المدير و الطالب و المهني و كل مسؤول بشكل عام، عليه أن يضع نصب عينيه هدفا حقيقيا يجعله يكد لأجله و يضحي بوقته و ماله في سبيل ذلك.
بداية موسم
أهمية الوعي بالمسؤولية ⇦ إن الأهداف هي التي تدفع صاحبها للاستيقاظ مبكرا و الإقبال بمجاهدة على العمل، لأن هذا السعي في حد ذاته نجاح لأنه سبيل و كفيل للوصول لما بعده. كلنا له مشقة في عمله، و على قدر الإخلاص و القصد يكون التحمل و التقبل و الإحسان. و بما أن الله هو المجازي و عنده الجزاء الأوفى فكل يعمل على شاكلته، و يبقى الجزاء من جنس العمل. إن أنا أحسنت، أحسنت لنفسي قبل أي أحد. و إن أسأت فعليها. وكل امرئ بما كسب رهين.
من دورات الحياة، و بالنسبة لمن يدين لله بدين الحق و يؤمن يقينا بلقائه، لن تجده يترك الوقت يسيره، بل هو من يدير هذا الوقت يدير هذا الوقت و يحاول أن يستغله على هدى و هكذا .
و على هذا المنوال يكون له في هذه الحياة دورات. و من أساسيات الدورات التي ينهجها السائر إلى درب الفضيلة، هي تلك الرؤية التي يتبناها، رؤية مختلفة في كل شيء، تتضمن استشعار النعم أول المشوار. وفي طلب المعالي، الكسب الحلال، و السعي إليه مع اتخاذ الأسباب، فيها تأمل و شكر و استشعار للنعم. قد يسأل سائل أي نعم. أقول و بالله التوفيق، هو هذا السائر المتجرد قلبا و قالبا من حوله و قوته، يعلم يقينا هاته النعم، فنعمة الهداية تليها نعمة استعمال العقل في تحقيق أهدافه السامية و نعمة الإرادة، هاته الأخيرة نعمة فارقة في الوصول إلى الإنجازات، تأتي بعدها نعم التوكل و العمل بالاجتهاد بما أوتي هذا السائر الساعي الغير المكتفي بما يعرف، و إنما المتوكل على الله العاقد خيرا في نيته يبتغي الإحسان لأنه أراد أن يكتب مع المحسنين.
كيف لا يوفق هذا الذي تشبع بخلاصة الأخلاق و تعلم الحلم بالعلم، و أخذ من السيرة النبوية لب الأخلاق العظام. لا شك أن معرفته بالدين لم تقتصر على مظاهر التدين. لا شك أن معرفته هاته وصلت في عمق إلى حد عكست ثماره الإيجابية نموا و تحسنا على مستوى نفسه بل من حوله. هي مدرسة حقيقية بعيدة كل البعد عن التنظير، و إنما هي سبيل لمن اختار مغزى الآية قل هذه سبيلي... ⇦ مع دورة الإرادة، تتداخل الدورات و يأخذ كل واحد دوره بسلاسة، لأن الإخلاص هو القصد و الله هو المقصود. فمن يستحق أعلى درجة إحسانك ؟حتى فيما تستمع به في عيشك، أكلك، زواجك و استمتاعك بمختلف ملذات الحياة. إحسانك في تصرفك و سلوكاتك يحسن إليك. و أنت تتعامل مع المحسن، و ما يأتي من المحسن إلا الإحسان. ابتغاء وجه الله في أي حركة و سكون ليس بالأمر الهين، هو أعتقد دلالة على الاصطفاء من الله على باقي البشر. هل تريد أن تعرفها، هي قد تلتمسها فيمن يحسن عند الإساءة و هو عليها أقدر، و يوفي لمن غدر و هو أقدر، و ينظر لما في يد ربه العليا لا ينتظر من التي محيطة به من أيدي البشر. أهمية الإحسان في العمل ⇦ و لما كان الهدف أسمى، كان الجهد أقوى و كان الذي يريد حقا أن يأخذها بقوة -هذه الحياة- يأخذها على محمل الجد، لا ليست لعبة أو عبثا. لو رآها كذلك لما جاهد نفسه للإحسان فيها لأنها حفت بالمكاره و المشقة. هو الجهد كبير و كبير جدا حين يتطلب ذلك التدخل في الوقت المناسب.
- حين لا يكون هنالك مبادر و لا مشجع و لا داع و لا قائم بدرجات الإحسان. وجب تقويم السلوك برفق كي لا يصير عادة بين الناس. ما يجب محاربته هو ذاك الشعور الداخلي الذي يثبطك عن التدخل بدوافع وهمية مفادها انتقاد الغير لك أو أن تكون النتيجة انتقاد تدخلك هذا بقول أنه ليس من شأنك و اترك الخلق للخالق.
خوفا من هذه العواقب، تنشأ تراكمات من التجاوزات، هي إساءة في واقع الأمر مادام تخلف الإحسان فيها بالقدر الميسر و المستطاع.
هذه كلمات موجهة لكل من يعتبر نفسه صالح. فالصالح لنفسه و لغيره. كل في الدور الذي أنيط به و في دائرة تخصصه. فلا تحسب أن الخطاب هذا موجه لفئة دون أخرى. هو شامل للجميع، فالتلميذ الطموح عليه أن يحسن في دراسته و المربي و الأم و المهني و البائع و كل فرد في المجتمع. لو أن كل واحد من هؤلاء بذل جهدا في ذلك لظهر الأثر حقا. و لبرزت سنة التدافع عوض التقاعس و الاستسلام للنفس الأمارة بالسوء.
هي العملية تراتبية. فماذا تتوقع حين لا تتحر الإحسان في عملك أيا كان، و لا تتدخل كما كان يجب، أنت ضمنيا تتركه لغيرك ليقوم به فأهملت بذلك، فنكثت في داخلك نكثة عجز، و أحيانا نفاقا لما كنت تقوله من البداية و تدعيه.
- من المسلمات أن في كل ذلك مشقة وجهاد حقيقي بدوافع النفس قبل دوافع الغير. لكن ذاك هو السر الحقيقي للفلاح لكل واحد منا. و لولا المشقة ما ظهر الفرق و لاختلط الصالح فينا بالطالح. لكن المجاهدة تورث الصواب و السعادة في العواقب. ذلك لمن أراد حسن العاقبة. و أراد أن يحيا حياة طيبة. فالإحسان مع الإرادة في دورة الحياة يدير أحسن حياة. و إلى دورة أخرى من دورات الحياة.
خوفا من هذه العواقب، تنشأ تراكمات من التجاوزات، هي إساءة في واقع الأمر مادام تخلف الإحسان فيها بالقدر الميسر و المستطاع.
كيف تكون فعالا بالمتاح
* خطوات للإصلاح
في المرحلة الأخيرة، نهضت همم، من سباتها فاقت،عرفت أن نجاتها في العمل و الصعود نحو القمم. لكنها صدمت، مع أول محاولة لمساندة الحق وجدت نفسها حتى عن التعبير مكممة الأفواه، فكيف تستعيد كينونتها لإثبات الوجود، و كيف من الممكن حقا أن تعري على صور الظلم.
- في ظل هذا القيد الصارخ و الصمت الفادح، أعتقد أنه على كل واحد منا أن يكون مجتهدا مجدا، و له في ذلك دورا فريدا لإيجاد البديل من الوسائل الموصلة للمعلومة بطرق شفافة منصفة.
- إن التعتيم بكل أشكاله توسع في غياب لنشر الحقائق. و لما كانت الساحة شبه خالية من الداحضين له، فقد استفحل بشكل كبير و قد بدا ذلك واضح الأثر.
*العلم و التعلم رسالة الشرفاء
ولاستعادة المعادلة، و ابتغاء لاسترداد حياة الشرفاء، وجب على كل منا إدخال هذه الرسالة في أهدافه و في يومياته. وجب الوعي بأهميتها و الحث عليها حتى نكون يدا واحدة و نستحق التأييد من رب العالمين. فكيف إن كنا نقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم و ندعي الاهتداء به و نكون غير فعالين بما أوتينا من علم.