خاطرة أدبية عن غربة الكتاب زمن الهواتف الذكية

تتزف الصورة و تغني عن كل تعليق. قد اختفى البريق إذ لم يعد هنالك كتاب يغذي عقولا أو ينير طريق. و انتهى بذلك زمن التطلع للعلم. لما توفر كل شيء، ظن الإنسان أنه لم يعد يحتاج شيء. حين فكر في الفضول أكثر مما يجب، و خاض في معرفة كل ما يحدث، و لأنه أصبح قريبا عما كان منه بالأمس غريبا، فجفت قريحته من العلم و صار ينهل مما يجده مدونا على الصفحات. فأشغلته الصور والتمريرات عن المحتوى الذي في البدء كان إليه آت.

غربة الكتاب زمن الهواتف الذكية

  1. تحرر أم عبودية

 استعبدت العقول و الأيادي طاعة و امتثالا لهذا الاختراع العجيب. و كيف استطاع أن يغير أمما بأكملها و يغزوها بلا أسلحة نووية. تعاقبت أيام الإنسان و ازدادت سرعة، فبين الأمس و اليوم خلقت هوة، ناهيك عن آثاره الجانبية و تأثيراته على الغالبية. و كيف استطاع هذا الاختراع الذكي أن يفرق الجموع حين أوهمهم بإيصال المقطوع. كان ذكيا كفاية لينتصر على ذكاء الإنسان الذي لم يقدر نعمة عقله فصار له عبدا و هو لا يشعر. حين اتخذه جليسا و نديما. سيندم لا محالة إذ استبدل الكتاب و الأحباب بلحظات متعة لا تسمن و لا تغني من جوع ولا يرد واردها إلا كما تورد الإبل ساعة الشراب. فإذا غاب عنها جفت قريحته و أكلته الذئاب.

    2نضج و وعي

إذا كان لا بد من التقدم، و نعم للتقدم مادام يرتقي بنا للأمام و يحسن من حالتنا المادية و المعنوية، فلا ضيرأن نتنعم في كماليات الحياة و نستمتع بها و نعطي كل ذي حق حقه. لأن إقصاء القراءة عن حياتنا يعني بداية نهاية الحضارة التي صنعها العلم و القراءة. 

غربة بين صراع الأجيال

هذا الليل يقتلني، و فيه الخوف يسجنني فلا أستطيع الكلام. هذه العصابة على عيني و الكمامة على فمي، لا أدري ما كانت خطيئتي. ألقوة بصري أم لتشبّعي بما استحفظت من أمي و أبي. و لم هذا الليل طويل، و متى موعد الصبح.

 متروك أنا هنا لا قيمة لي ها هنا و كأن عملة الأمس تغيرت و انقلبت الحضارة. آه إنهم يركضون نحو الخلف يجرون من لا يزال واقفا لا يعطون إشارة.

آه لقد أصبحت سراويل جدي موضة تلبسها النساء. التصفيفات علت على رؤوس الرجال، إنني في زمن ليست له سفارة. و استفقت بعد أمة و رحت أشتكي، لم أجد جريدتي في غرفتي و قد انطفأ دخان السيجارة. 

هل أنا الذي غبت حقا أم غُيّبتُ عنوة أم أتت أيد خفية عبثت في غيبتي . ما لهم ينظرون إلي باستغراب و كأنني أنا الغريب لما رأيت صبية يسخرون من شيبتي و الناس تصفق لهم و تتسابق لأخذ تذكار معهم. و كأنهم شيدوا منارة. 

أنا أوشك على الجنون فلم يتبقى لي عقل و لم أجد من يشخص حالتي. ليتني لم أستفق من غيبوبتي، ليتها أخذتني الجلطة ما زدت نهارا.

و سائل التواصل 

بين رباعيات التواصل 

تأكلني الساعات و الدقائق

 تنسيني نشوة شبه اللقاء

فأستفيق بعدها بمرارة الفراق

هلامية صارت حياتي لا تستقر 

لست وحدي أعتقد 

يشبهني الكثير في هذا الزقاق

كلنا أصدقاء بلا رفاق

هي الوسائل اللا تواصل

MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-