خواطر بعد غروب الشمس

و عندما يشدك الحنين لأيامك الربيعية، تحثك نفسك على الحديث و لو على سيبل الاستئناس،  فتهمس لها بما يختلجك من جميل الأحلام فتتردد الكلمات من حولك و تطلق لها العنان.

زبد أحلامي

● هذا الزبد من الأحلام مغر جدا. كلما اقتربت أمواج البحر نحو الشاطئ أتخيل أنها طابت و أهم لأجمعها، وقبل أن تصل إلي سرعان ما تعود و تختفي و تتركني في حيرة بين التحليق و التصديق.

 لم  هي ليست قريبة، إن كان كل شيء ممكن فلم أنتِ حلم صعب لهذه الدرجة؟ حتى الذنوب و إن عظُمَت تُغفَر و إن كانت مثل الزبد. فلم زبد أحلامي أنا بعيدة المنال. ألعيب في أم لحكمة في الغيب أم لأنني لا أصلح أن أكون حالما إلى هذا الحد، هل تكون شخصيتي تأثرت بروايات الجيب. 

أذكرها نعم عبير و غدير... و أذكرك أنت أيضا... و أنت كذلك تعرفين، و أكثر شخص يعرف أنني البطل الذي كان يمتحن أدوار الشخصيات، يسخر منها و يمتع بها الأسماع . و لكن هل أكون أنا الرواية هذه المرة، فأين البطل؟!

رسالة بعد غروب الشمس

● روتني من فيض الوصال، و رحلت بلا إدبار... محال أن تعود محال، بعد كل هاته المدة، طاوعتها في البداية و ظننت أنها واحدة من ألاعيبها المعتادة، و لكن،  بعد الصمت و السكون، أيقنت أنها حقيقة و أن أيامي من حينها ستكون أقسى.

 لن أسأل أكثر عن ماهية ما يحدث، فأنا لا أريد حقيقة أخرى. فالأساطير تجعلني أشعر بالحياة أكثر، و مهما كنت واهما، فالاصطدام بالواقع يدني أجلي و يحرمني لذة الحياة. سأعيشها معها مجددا في مخيلتي . و حيث السراب سأبني قصرا من الحنان. 

كانت بعيوني و لن تكون إلا بعيوني مختلفة. كانت جميلة و مدهشة، و أحاسيسي في حضورها كانت مرتعشة، و أنا كنت في كنهها أود أن أكتشفَ... كانت مختلفة لدرجة جعلتني أراها بعين ربما حالمة. 

لست أتحدث عن جمالها، فذاك كان قصة أخرى لا و لن تستطيع أن تعرفَ، و تحلف بالله أنها نسخة وحيدة بين أقرانها، ولكن اختلافها تجلى في صمتها ساعة الكلام، و فهمها للأشياء حتى قبل أن تومئ أو تشير لها. كانت بكل تناقضاتها حقيقية و نسخة خرافية.

 إذا جلست معها أشعرتك أنك طفل صغير. تفهم عليك و تخفف عنك ضغوط الحياة دون أن تطلب منها.

 كانت  أنثى مشاكسة شقية، لا تؤمن إلا أنها جاءت لتسعد الآخرين ليس لتشتري قيمة لها و إنما كان ذاك هو شغفها، حتى مع الشتائل، كانت كلما رأتها تحادثها، تخاطبها و تحثها على العيش و النمو، و كنت أنا في تلك الأثناء شريطا مسجلا و عاشقا هائما.

لم أحسب ليوم الفراق، كنت أنا في أيامها طفلا مدللا و فطمت مبكرا عن الدلال دون إخطار و لا إنذار، ووجدتني أروي أيامها و صفاتها و أتجرع المرار، حينا و أحيانا أكتفي أنني كنت محظوظا كفاية أنني صادفتها فهي درة كانت و الدرر قليل.

 سأبعث لها مع كل فجر سلاما ممشوقا بالرضا و الحب يطوف بصباحها و يضفي عليها فوق الرقة سحرا و افتتانا.  

بوح في المنتصف

● كنت أود أن أكتب بأي لغة و أعبر، كنت أود أن أكتب بكل لغة كي أصور، لك و للناس كم أنا سعيد، و كم يملأني الفرح.

 هذا يوم مختلف عن ما سبق و عن غد أعتقد،  لقد كان عشقك أمنية و ما كانت لدي أمنيات. اليوم أنت تأتيني و تخبريني بما لم يخطر على بالي. تقولين أنني كنت رجلا وكريما و حييا.

 ما كنت أتوقع أن أراك بعدها، اسمحيلي أن أقول لك أن ما فعلته كان من المفترض أن يقوم به كل من ذاق معنى الرجولة، و أنصف أنثى في طريقه. فأن تكون شهما هذا مطلوب و ليس أن تريد البطولة. 

 لو كانت أختي مكانك، هل كنت أتركها في ذلك الليل لا أكترث؟! حتى و إن مزقت كل ممزق ما هكذا نشأت، و لا رضيت أن تؤذى فتاة في حضرتي، لا رفع الله لي رأسا إن أنا اختبأت في جلباب الطوارئ و غضضت طرفي بكل سهولة.

 و قلتِ أن أمك تطلبني! لقد أكثرتِ علي فارفقي بحالي، أنا المتيم من أول نظرة كتمتها في صدري دون أن أدري يوم أنقذتك أنا أنتِ أصبتني، لما رأيت منك من استحياء قل نظيره، فمن ينقذني أنا من وقعتي...

 إن لم تأتني أنت ما كنت أصدق أن هذا ممكن و أنني أظفر يوما بالتي استطاعت أن تجعل قلبي يعيد النظر في خفقانه بعدما أثقلته حمولتي.

طوق الحمام

● سافرت طيوري إلى القرية المجاورة، وعدتني أن تعود ذات يوم. سافرت لتهدي حبيبتي أعذب الكلام. 

غادرت أفراحي معها و بسماتي وبدأت أعد في غيابها الأيام. ترى متى ينتهي الشتاء، متى تقترب من حديقتنا الفراشات لنطمئن بقرب الحدث، إنه موعد أميرة الأحلام. 

طالت أيام الشتاء و قست لياليها و لا خبر حتى الآن. حل الظلام، لم تعد طيوري توصل الرسائل، اختفت وراء الغمام. و بدأت الشكوك تتسلل في أوقات فراغي...

 حبيبتي هل أبعث لك رسائل أخرى مع سرب حمام؟ هل أضمن الجواب منك إن أغدقت عليك بحلو الكلام؟ هل أسألك عذرا تبعثينه لي حتى لا أعاتب نفسي و لا ألوم اختياري لك؟ 

ألم تعودي تقنعين بالكلام. عاتبيني و بوحي بما تريدين، واطرحي أسىئلة متى تشائين، على غير رضاءك أنا لا أنام.

احتفاء باللغة العربية 

في خضم الهتاف الرخيص المتزايد. أوجدت لها زاوية دون الزوايا لتنصب فيها إمبراطورية محلية الصنع ضادية التكوين فصارت تنشد غير آبهة بردود الفعل من الشمال أو اليمين. و لأنها بها معجبة فلن تكترث الحين إلا لما سيعجل في داخلها قدوم الربيع.

على المنضدة وجدت رسالة:

لا تبعثري أوراقك و لا تتلفيها، و دعيني أعيدها نضِرة إن السرور يبدأ حين أراك، و يتجمل يومي حقا إذا علمت أن لي معك لقاء. أو حتى خبرا يقينا يطمئنني بأن يوم اجتماعنا قد اقترب. 

هل تعلمين أنك صرت تخطرين، و حين تخطرين في خاطري كما الفراش تحطين. 

ابقي هنا لأتحرر من وحدتي. إنك لا تعلمين شيئا عن أحوال العاشقين. 

اسئلي عني فيروز الصباح و طعم الكافيين كيف يفعل بي حبك كلما أخذني الشوق و توغلت فيه. 

اسألي عني رسائل عتاب لا أسباب لها غير عجزي عن النسيان أو الابتعاد.

 لقد سمعت أن في الابتعاد دواء. و أي دواء قد ينفعني بعدما اكتشفت أن سهمك الذي غرس في قلبي منذ أول مرة رأيتك فيها بقلبي كان أصل الداء. 

وهل أبالغ إن قلت أنك مذنبة في حقي لعدم اكتراثك لنوبات الجنون و للوجع. 

و هل تظنين أن كلمة منك أو مني قد تنهي القصة. لا و ألف لا، إن الذي ألف نور الشمس لن يكتفي بمصابيح مهما كانت بديلة أو مضيئة .

 و أنا لا أخجل أن أقول أنك بتِّ حادثتي دون الحوادث. ستبقين في الصباح و المساء. 

أن أقول أحبك فقد أصبح الأمر بديهيا و ليس شيئا جديدا. و لكن الجديد هي الحالة التي صارت تلازمني. حين أنفرد بنفسي أجدني لا مناص لي إلا أن أحملك معي حتى تخف مشقة أتعابي. هل لك أن تساعديني في تحليل ما أصبح يعتريني. ترى هل هي حالة عابرة أمر بها أم أكون أنا العابر بين صفحات حياتك المزهرة.

ديسمبر يودعنا و أنت تودعيني، و يعود ديسمبر فهل تعودين،؟ كانت لك في المدينة بصمات... كان فصل الربيع أطول الفصول، و السماء كنت أراها أوسع. لم أكن أخاف من الوحدة، و الوقت برفقتك يضفي جمالا على كل قبيح، فسبحان من خلق الجمال و أعطاك منه الحظ الوفير.

أميرة نفسك و حلم كل أمير، إلى أين تذهبين و الفصل طويل وطريقك شاق و اليوم قصير، حتى الطيور تهاجر و الشمس لا تحل إلا كضيف خفيف.

 و تأتي الرياح بما لا أشتهيه أنا و تصبح الساعات في غيابك سواء لا فرق بينها، لا شيء جدير، بالذكر بعد ذكراك و عطرك الساحر يزعج ذاكرتي و يغريها أحيانا وأحيانا أسير، لأمشط طرقات المدينة و أتذكر أوقاتا كنا نمضيها معا و على الرصيف نسير .

 اذكريني و أنت تستيقظين على فيروزيات الزمن الجميل فأنا أيضا رومنسي و إن كنت تجهلين فأنا أحب المطر و العطر والسفر 

رسالة من صميم الوجدان 

حتى و إن بقيت وحيدا 
سأبقى بجانبك
 و أمتع ناظري و خافقي 
يا لوعة الفؤاد و مرآة الصبا. 

حتى و إن تخلى عنك العالم
 ستظل بالنسبة لي أنت العالم
 و يكفيني منك الرضا
 حتى و إن كان الرحيل قريب
 فأنت ستكون آخر مودع 
و على يديك أريد أن أموت موتتي الأولى. 

عجبت لقلبي كيف يطيق في بعدك
 الأوقات و الأمكنة
 و أحيانا لا يكتم أنه في البعد قريب 
و في القرب حكايا لا تحكى. 

سل عني الطيور المهاجرة 
كم رافقتها في رحلاتها أبتغي نسيانك 
و أن أعلو فوق اشتياقك السما. 
سل أديم الأرض
 كيف لا أبرح الجوار إذ علمت أنك من ساكنيها. 

سل يقظتي و سهادي. 
و سل أوراقي عن الكلمات و ما بين الكلمات.
 تجد أثرك يُثْري ما حولي.

إن كان لكل شيء ثمن
 فلا أجد لانسياب اسمك في ذاكرتي ثمنا
 إلا ذكرك و حسن الوفاء. 
ستظل في حياتي تُثِيرُ إلهامي
 و أُثْري بدوري الكتب المتعطشة
 لأساسيات السرد 
و ستظل في رواياتي البطل
 الذي يبدأ العقدة و ينهيها.


MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-