خواطر بعنوان ما بعد الزلازل استخلاصات و عبر

ما بعد الزلازل استخلاصات و عبَر

وهل كان الموت نهاية، بل هي البداية للحياة التي بنيتها قبله و قدمت لها من سابق الأعمال، فإن كنت ذو حظ عظيم فلا بد أن كانت لك خبيئة تنفعك يوم تشهد البريئة، فصدق الخلوات أورثك حسن العاقبة. 
ما كنت تدري فضلها و ما أدراك بها إلا رحمة من ربك. 
بُعَيْدَ زلزال المغرب

وفاة بعد وفاة، و إنذار بعد إنذار. من التالي... من اللاحق... هل من حاذق يفهم السر وراء الأحداث الأخيرة.
تأتي الصدمة بعد الصدمة، ترتجف القلوب، تتجرع الصبر ثم تخف بعدها المصائب رويدا رويدا... فماذا بعد؟
 أنت أيها الآمل أنك غدا تكون أنت العامل، بما خُلِقّتَ لأجله، تُسَوِّفُ كل حين تحاول أن توهم نفسك بالتغييرعلى هامش يومك المجهول. 
أنت أيها المتلاعب بين الالتزام و الانتكاس، تميل حسب جوعك و احتياجتك و تستغني إذا اغتنيت،
هلا فكرت فيما تملك، أنفسا أم وقتا أم حظا من السماء لتصلح الآفات. 
أنت أيها الساخر، علام تكابر و بالمعاصي تجاهر و على ربك تتجرأ  آمنا مكره نافيا وجوده،
فلتعلم أنك مهما طال زمانك أو قصر فأنت إليه سائر..

 و بعد الآيات التي ما أخافتك و لا رأيت فيها لك درسا و لا عبرة فوالله إنك لفي ضلال خاسر حيث عميت عليك.
 فاليوم لا حجة لك بالغة و لا قلب واع و غدا لا شفيع و لا حميم لك و لا ناصر. إلا أن ترى قبل أن ترى و بصرك حديد فبالله عليك.
 يا من غرتك الحياة و أنت لا تملك منها إلا كما  يملك منها الراحل الزائر،  فلا تعاند و تجحد أنعم ربك الحق الواحد الأحد الفاطر.


وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ۝ 

و عندما تهدم معظم بنايات قرية عن كاملها، و تبقى صومعة المسجد شامخة فهي رسالة واضحة من رب العالمين إلى الباقيات الصالحات، و إشارة إلى الخلاص الحقيقي لكل مشاكلنا، فهل من مذكر. 
سبحانك يا الله.
*****************
وقفة مع الزلزال.

 و يأتي الزلزال و تتوقف الأرواح، هنا كتب لها أن تنتهي.
 كيف تكون ردة فعلنا مع هذا القدر؟
 لنعد للتاريخ و نرى و نقرأ كيف تعامل أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم مع كل هذا و كيف كان يأخذ الأمور. 
ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، رواه مسلم.

هذا بالنسبة للمصيبة التي تحل به، أما بالنسبة لمن لا يتقبل أن يُقال أن الزلزال غضب و يستاء و يقول الطبيعة، حتى الانبياء و الصالحين حدثت في زمنهم محن  فكيف تعاملوا معها.

كان كل يراجع نفسه و لم نر أحدهم يعترض. فحين يصيبنا الزلزال و يموت إخواننا فقد يكون غضب حقا لكن ليس عليهم وحدهم قد نكون كلنا مقصرون و يكونوا هم المختارون رحمة لا عذابا فليس ما أخطأك ليصيبك و لا العكس . 
أن يموت قوم و يظل آخرون ما كان هذا معيار الاصطفاء عند الله ألم تسمعوا الحديث النبوي: 
 عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين، فقد أحبه، فذاك هو الاصطفاء الحقيقي وهو لمن يحب.

 أنت يا من أُصِبت في نفسك أو أهلك أو مالك، انظر إلى حالك، هل أنت ساخط ناقم أم حامد شاكر. 
مع هذا المصاب الجلل تعرف مكانتك عند الله و أن جوابك هو الذي يصنفك و نفسك عليك بصيرة. دعك من أحكام الناس.

 و أنت أيها الناجي انظر إلى لطف الله و ليختبر الله صدقك من كذبك، إن كنت مذنبا عد أو كنت مصلحا زد أو كنت مقاطعا صل و ادعم إخوانك في ما أصابهم فقد تكون رحمة الله شاءت أن تزيد في إحسانك أو تتوب من خطيئة و إلا فإنك لا ترى أية عبرة في ذلك و تقام عليك الحجة و تستمر في الكلام و الإعراض و البلبلة فقط. حدث ما حدث نعم، و الخير بيد الله و الشر ليس إليه .

 و إن كان فهم عقل البعض قصير محدود فهذا لا يعني أبدا أن الله ظالم فاقرأ سورة الكهف تستخلص حكم الله و حسن تدبيره في ملكه و خَلقه و اطلب العافية في كل حين. فنحن لا نزال في دار الابتلاء. [فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا].

سوريا و تركيا 

من رحم المعاناة والويلات، و جدتني أتطلع إلى محيا هؤلاء فزاد استغرابي و إعجابي، لما رأيت ابتسامة تشرق و تكبيرا مدويا و وفرحة معلنة وسط الفقد و الجراحات الأكثر من عميقة، جراحات الفقد و الثكالى و من تقطعت بهم السبل في باطن الأرض. هاهم يضحكون من خالص القلب تهنئة و فوزا بأمل في أرواح براعم أبت رحمة الله و حكمته إلا أن تكتب لهم عمرا جديدا ليتمسكوا بالأمل ويوقنوا أن المحنة نهاية و بداية لمنحة. 

عندما يفرح مثل هؤلاء بالعودة للحياة التي أذاقتهم أمر المصائب و ارتكبت في حقهم أقسى الاختبارات نعلم يقينا أن فوق هذه الأرض القاسية ما يستحق فعلا العيش عليها و التمسك بها مهما قست و تجبرت، ففي النهاية هي الحاضنة لنا و هي أمنا الحقيقية و هي سخرت لنا بأمر الله، و إن كانت تقسو بهذا الشكل فهي ربما لتربينا، لتذكرنا ببعضنا ووحدتنا، لتداوي أمراضنا التي فرقتنا عن لحمتنا و شعورنا بالآخرين.

فلننظر كيف ظهر الإخلاص و الوحدة عندما تساوت المراتب و المخاوف و المشاعر، كيف هب كل منهم ليشعر الآخر بقيمته و أن تنفسه ووجوده في هذه الحياة شيء ثمين، فلننظر لرحمة الله وهي تتجلى في لهفة البعض على البعض و كأن الله وهب لهم اختبارا حقيقيا على صعيد ساخن من أهول الأقدار فصقل معدن الإنسان و طفت خلاصته الدفينة و استيقظت من سبات عميق. و هنا تحضرني الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى "يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي".

 و إن كانت حياة الآلاف توقفت، فهي لحكمة عليا من لدن حكيم خبير، و إلى من هو أرحم الراحمين. و لا عزاء إلا في البقية الناجية، هاته المعقود عليها آمال من مضى و من بقي عسى أن نستخلص الدرس و لا نتناسى حالنا حتى يذكرنا الله بقوته و ضعفنا و كبريائه و بغرورنا الكاذب الذي ما جنينا منه إلا الغضب و التفرقة. 

هو درس لا يجب أن ينسى بهذه السهولة. بل هو يقين بأن الله يحبنا على كل حال و يريد منا أن نخلص في حبه و حب خلقه فهو المولى و له الأمر في الأولى و الآخرة.

ناجية من الزلزال

زهرتين تلاشت
غاب عطرهما و تمزق الرحيق
 رحل البهاء فانطفأ البريق
  أين الطريق 

رحل الأمس البعيد
 كنت فيه كل ما أريد
 ها أنا ذي الآن بين الأحجار المتناثرة
 و الكل من حولي اختفى
 ها أنا وحيدة أتجرع الألم و الشتات
 و الخوف وحده كان كافيا حتى أضيق

 رحلت زهراتي و كدت أرحل معها 
فما الذي أخرني هاهنا
 هل حقا ما أعيشه حقيق. 

حقيق علي أن لا أصدق أنني أنا
 بعدما تمخضت أرضي
 و بيتي الذي كان يؤمنني
 و يربي أحلامي منذ وعيت بنفسي
 غاب الجميع 
تفرق جمعي و حتى الصديق

 فهل تلملم الريح ورقاتي و تستجمعها من جديد 
هل أتقوى أنا بعد هذا و قد تبددت أجنحتي كالفراش 
هل يوما ما أستطيع التحليق.

**************

صمود
متى أستعيد حيويتي و حياتي
 فالأخبار قد قلبت مواعيدي و أوقفت حماسي
 أنا عاشقة للأمل و الحياة 
و لا زلت أحلم باليوم الذي أشدو فيه مع الطيور
 أحلق و أنشر كلماتي 

صدقا كانت يوم كتبتها 
لا عبثا و لا أضغاث احلام كاذبات
 إن الحزن قد تغلغل ها هنا 
و إني لا يناسبني المكوث هنا 
بلا موعد ينتهي فيه النحيب و تسطع بسماتي

 أنا التي بالايمان رسمت دربا 
و رفعت بالجهد كل الدرجات
 أنا لن أستسلم مهما حدث سأواصل 
فإما أن أعيش على أمل 
أو أن أموت على مشارف نجاحاتي
****************
في الصدارة

كل ما حولي ينبئ بالغروب
 دروب الماضي تلاحق 
و الخوف يكتسح ساحة الغد
 لا وقت للتردد 

هذه الأيام باتت أقسى
 هل يكفينا الانتظار 
علامة هنا و هناك 
توحي بالغموض و الهروب

 لا يمكن أن نمضي قبل الأجل
 مفتحة لهم أبواب الأمل
 أولئك الذين جاؤوا لشيء ما 
لهدف و ليس للعبث 
و انتظار غثاء السيل 

هنا نحن ونحن هنا 
منذ مجيئنا علمنا أننا ذاهبون
 فلا حاجة لتخويفنا
 لنتوقف عن رسم أحلامنا. 
و لكن كيف يكون الرحيل

 فشتان بين القاعس
 و الطموح الذي لا يقنع بالقليل.
 فمن الذي يمنعنا لنكون
 من الصفوة في الركب
 إن بقينا كراما أو رحلنا أحرارا

 جنازة اليوم

 مهيبة جنازة اليوم
و أنا بين الحشود
 اقشعر بدني من هول المنظر
 و تخيلتها جنازتي
 و أنا لست على أهبة و لا استعداد
 لا أملك الردود 

إنهم مسرعون على ما يبدو
 أكثر من اللازم
 فالطعام في انتظارهم
 و القسمة تطلبهم
 و صاحبنا لم يعد بينهم
 رسمت هنالك الحدود

 قريبة هي المنية،
 مهما نخالها تطال الحاشية
و تذر البقية لكنها آتية 
على بغتة فلك أن تتخيل

 كيف هي تفك القيود
 عن هذه الحياة 
و هي نفسها التي تضعها 
إذا ما تجاوز مطلوبها و تَعَدَّ الحدود .

 فلم بمجرد ما نُواري التراب
 نواري صفحة صاحبنا
 و  نتناسى أن نستعد لها
 نتغافل عن الجِدّ 
و نغوص في الموجود.

 تأمل 
تَحَمَّلْ أو لا تتَحَمَّلْ قساوة المشهد
 يوم يأتي دور أحدنا 
هل يمكن ان يعود! 

MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-