قصة قصيرة عن وعي الطفولة . قصص

لماذا نحب الأطفال

 ألأنه ينتابنا الحنين، و نرى أنفسنا كيف الحياة كانت جميلة أم لأن ما نخفيه من البراءة أحوال.  أم لأننا ابتعدنا كثيرا عن الصدق و نمقنا المقال، لماذا لا نكون أطفالا، ألا يليق بنا أن نكون أم نحن محرومون أن نعيش سعادتهم ما دمنا غلفنا حياتنا بالتصنع و الأسمال.

 ألا نستحق حياة جديدة و فرصة أخرى تنقذنا من هذا الواقع المحتال. لم لا نكون أطفالا فالبراءة ليست دائما غباء، و لا المغامرة طيش و لا الصدق ضعف في زمن الدجال.

 ما أروع الأطفال، و الغضب آني و الخصام لا يدوم و اللعب جنة و جنون و جمال.

 كم أغبط الأطفال! حيث لا حقد يدور و لا صديق يجور و لا تابع و لا متبوع و لا عين تنشد المستحيل و تعشق المحال.

قصة قصيرة عن وعي الطفولة

 - و في إحدى الصباحيات، أخذت فنجان قهوتي لأتناول فطوري فشاهدت ابني يتفرج على رسوم الأنمي فلفت نظري رمز العين الواحدة داخل هرم فسألته عن ذلك، قال لي إنهم يتحدثون عن الحضارة الفرعونية، فأجبته، بل إنهم يدسون لكم السم في العسل. وجرنا ذلك لحديث عميق. كان فيها مستمعا جيدا حيث وجدتني مضطرة لأبين له مما علمني الله، و أنه يجب أن يكون على بينة من هذه الفتن و أن لا ينساق مع التيارات اللامعة هنا و هناك. 

حوار و اختيار

قلت له: لقد آن الأوان أن تعلم أننا في المنعطف الخطير ووجب أن تكون نبيها حذرا عوض أن تكون طعما سهلا. إن عقلنا الباطن يتقبل أشياء لا شعورية و تصبح عادية لدينا إذا لم نتسلح بالعلم و الوعي، وهنا أخذته إلى السيرة النبوية و صرت أقص عليه ما وصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من واجب التوجيه و التشبت بالحق في زمن الباطل.

 ومهما كان عمر ابني صغيرا، لم أستمع هذه المرة لعاطفتي و أقول لا، لا يزال صغيرا على معرفة هاته الأشياء، فقد أصبحنا نعيش في وقت، الأشياء فرضت نفسها علينا. و بالتالي وجب إدراكهم بما يجري حولهم فلربما لا تأتي الفرصة مستقبلا لذلك. 

  • الهجوم على الثوابت

- إن أخطر ما يواجه أطفالنا و الشباب اليوم هو فساد العقيدة، بالموازاة مع ما بدأ يظهر من الظواهر الكونية و التيارات المتعددة. أخبرته أن لا سبيل لسلامته إلا سبيل الله و الإيمان بالثوابت و الغيبيات بالدرجة الأولى، و محاولة فهم ديننا فهما سليما بعيدا عما هو مقدم حاليا في القنوات بصورة سلبية. فقلت له أن إيمانك بربك و الثقة فيه كفيلة أن تجعلك تشعر بالأمان و القوة و المقاومة مهما تعددت المغريات و الفتن. ربما هو لا يفهم قصدي تحديدا لكن أتمنى أن تبقى أشياء عالقة في ذهنه يوم يطرح عقله أسئلة مشابهة...

      سردت له قصة الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار أثناء الهجرة كمثل لحماية الله له من المشركين الذين أرادوا التخلص منه. 

حكمة الابتلاء

 - كانت حادثة الزلزال التي نراها اليوم بمثابة قصة واقعية حاولت أن أفسر له أقدار الله كيف تكون حكيمة مهما رأيناها غير ذلك، و كيف لأولئك الصبيان الفاقدين و المفقودين ليسوا بمظلومين و لا ظالمين. فاختبارات الله لنا تختلف و تتعدد و أن الإيمان بالله لا يستوجب حمايتنا من المصائب و الأخطار و إنما هو جزاء أخروي و مقابل إيماننا بالقضاء والقدر تكون معية الله التي تقتضي اللطف و الصبر، نحن معنيون بها لنكون حقا مؤمنين. فقد يكون الجزاء دنيويا و أخرويا. أما الأمن النفسي فهو الأهم وهو ما نحتاجه الآن و هو محقق بالتأكيد

همزة وصل


  وأما الأمن الأكبر، فهو الذي يهمنا يوم يأتي موعد رحيلنا لمغادرة هذه الدنيا للحياة الأخروية الحقيقية. بدت معالم الخوف تظهر على محيا ولدي، لم أتوقف و تابعت في حديثي و قلت له أن التفكير السليم و الوصول لليقين لن يدع لك مجالا للخوف من شيء، حاولت أن أبين له مقولة كن مع الله يكن معك. فبدا كأنه أرتاح قليلا و قال لي: هل سنعذب على تقصيرنا في الصلاة و الفرائض يا أمي؟ 

أجبته: احرص على سلامة قلبك من الأمراض و قصدت بذلك الشر بكل أنواعه، و كيف أن ميزان الله في أعمالنا مختلف عن ميزاننا و ذكرت له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة الصوامة القوامة التي تدخل النار في هرة حبستها.

 صلاح القلوب

- و ذكرت له الرجل العاصي الذي دخل الجنة في سقيه لكلب، تفاجأ و قال كيف ذلك، قلت له: بخلاصة يا ولدي، أنا تعلمت في حياتي أن سيرنا إلى الله بحب و خشية خير و أنجح لنا من السير إليه بالخوف و الطمع في جنته فحسب، فالخوف وحده غير كاف للاستمرار على الجهاد في سبيله، بل لا بد من الحافز الذي يجعلك مهما ابتعدت عن طريق الله تعود ومهما أسرفت في حق نفسك. لأنني عشت الحالتين و خلصت إلى أن الحب و الخشية هما الجناحين ففي الخوف تقوى و في الرجاء دنو و اقتراب.

تبسم ولدي وقال لي أمي لقد شحنتني بالإيجابية. تلألأ وجهي لكلامه و قلت له: هل تعلم ما أشعر به نحو الذين سيحرمون من الجنة و يذهبون إلى النار، إنهم حقا مغبونون في حق أنفسهم، ليس لأنهم حرموا الجنة و لكن الأكثر خسارة هو أنهم حرموا أنفسهم حب الله. فحب الله أكبر يا بني. 

حينما تأتي إلى ربك موقنا لست مباليا إن وضعك في نار أو في جنة و لكنك مطمئن لمن يحبك و محسن به ظنا لأنه الرحمن الرحيم وهو أهل التقوى و أهل المغفرة. 

ما أحوجنا لحوارات بناءة مع أولادنا، تعيد  و تصوب رؤيتهم الصحيحة للحياة فيحبونها كنعمة تستحق أن نعمل فيها و ننال شرف الصالحين السائرين إلى الله على بصيرة، بدل أن نظهر لهم الدين فقط أوامر و نواهي تحت طائلة العذاب و بطريقة قد تنفرهم من دين الله إذا ما أخفقوا. 

جعل الله لنا كلامه مفتاحا ينير عقولنا و بصيرتنا و ثباتا و هدى إلى صراط مستقيم.

حوار عن ماهية الدراسة 

و يسألني ابني عن ماهية الدراسة و الكراسة، و لماذا علينا كل صباح ان نملأ المحفظة و نتوجه للمدرسة.

 يقول: هل من مجال أن نختصر الطريق؟ هذا المشوار يا أمي شاق و عميق، هل ينفعني إن كنت من بداياتي حتى النهاية أعشق الكرة و لعب الكرة و أهل الكرة. 

يحتار العقل حين يريد أن يجيب، و بالحيادية مفترض أن يجيب، لكن الأمومة أنانية نوعا ما. فكيف تقنع صبيا فتح عينيه فوجد للكرة هالة و أي حالة، و أيقونة الرياضات و الأكثر تأثيرا و شعبية وأموالا. 

صمتت هنيهة ثم أخذني التفكير للتفكير، و بدأت تساؤلات تطرق ذهني واحدة تلو الأخرى.. هاته المناهج التي يقرأها أولادنا، لماذا هي بعيدة كل البعد عما سيمارسونه في حياتهم المستقبلية و اليومية. لماذا هذه الهوة بينهما. و لم هي مراحل حتمية منفصلة عن بعضها بشكل كامل.

✔ رحلة الدراسة و الكراسة

-  أذكر في رحلتي الدراسية، تعلمت من الأخلاق فضائلها، و من تجارب الأمم تاريخها، ازدهارها و انحطاطها. و تعلمت من الاقتصاد أسسه و نظرياته و رواده. و حين خرجت للواقع المعايش، لم أجد كفاياتي المعرفية وحدها كافية لأقتحم هذا العالم بثقة كافية.

 لم أجد الدرجات العالية مهمة كما كنت أعتقد، بل الأهم أن تثبت نفسك بما تمتلك من مهارات إدراكية أولا لا يمكن أن تكتسبها بالتعلم فحسب.

✔رحلة العمل و ما بعد الدراسة

- تعلمت أن الممارسة ضرورية و المواجهة تحتاج لوعي و ذكاء و نباهة و مرونة. أن تكون قادرا على العمل تحت الضغوطات، فواقع الحياة و العمل مختلف تماما عن كل النظريات المعرفية التي مرت معك. النسق الواقعي متشكل من أنواع و تركيبات بشرية مختلفة و معقدة . 

  هذا الاختلاف يجب أن تراه ميزة و انسجاما أكثر من أنه شيء سلبي، فالتنوع البشري في الفكر و التوجه الإيديولوجي و الاجتماعي و غيره أساسي ليكون البشر كما هم عليه. في هذا الزمن بالذات، لم تعد الشواهد و السير الذاتية علامة على التفوق و التميز. 

- إن العطاء المهني و العمل المباشر و خاصية التفرد هو الشيء الأساس على الإطلاق. فكلما تميزت عمن في نفس ميدانك بمهارة و أحسنت إتقانها في الجودة و الدقة و السرعة، كنت في وضع أكثر راحة، و كنت موضع تحد للشركات و المقاولين لا موضع خيار. 

- إن التطور الرقمي و الذكاء الاصطناعي و النمو بشكل مخيف يكاد يلغي بتاتا علم الكراسة و التقليدية في المنهج التعليمي.،فالعمل و الحياة الاجتماعية كلها تقوم على العلاقات،  و إدارتها بشكل صحيح نصف النجاح. 

لا بد من بناء الشخصية المهنية ذات الكفاءة العالية و جعلها أهلا للتقدير و المواجهة و النجاح. و هذا لن يكون إلا بالخوض في مختلف التجارب و الاطلاع على ما توصل إليه العلم من فهم النفس الإنسانية و أسرارها و احتياجاتها و كيفية التأثير في العلاقات بشكل إيجابي. عندما يأخذ الطالب شهادة التخرج يبدأ مشوار التعلم في أسرار الحياة العملية الواقعية و التي تختلف تماما عن الحياة الدراسية بين الجدران المغلقة.

- إن النهوض بالمجتمعات العربية على الخصوص يتوقف على إعداد جيل مؤهل ليمارس ما درسه و ما يحتاجه مجتمعه و بيئته من الكفاءات و المهارات التي سيحتك بها يوميا حتى تصنع منه إنسانا فعالا متفاعلا مبادرا. 

فما الفائدة من سنين طويلة من علوم على قدر تعقيدها في ميدان ما تكون النتيجة وضعها في الرف بعد التخرج و يصطدم الطالب المتخرج بعدها بضبابية الميدان، فيعيد التكوين من جديد أو يعزف عنه لغيره مادام أعجزه الإحباط و خيبات الأمل.

مقتطف من سيرة ذاتية.



MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-