و تتنوع فصول السنة و تتقلب، كذلك هي أحاسيسنا و مزاجاتنا تتقلب معها و تتأرجح بين مد الهدوء و جزر الغضب. كذلك اخترت هاته المجموعة من القصائد ان تكون، و تخضع مشاعر المرء لتعرية الجنون أو الظنون. و أحيانا تعتدل فيصير ذكائه عاطفيا و يعلم الفنون.
قصائد شعرية متنوعة تحت عنوان بين الفصول |
هذه عناوين المجموعة الشعرية الآتية
* على مرفئ الجبين
* داهية العقاب
* انصرفي
* قبل أن يتبين
* همسة قلب
* عتاب
* قبل أن يتبين
* جلنار
* ماذا لو
* أنت المنفى
على مرفئ الجبين
و عندك تنتهي المسافات
و تتوقف المغامرات
و تحط الرحال
و تنكشف الضبابية
و عندك
تنتهي الشكوك
و يتجلى اليقين بكل شفافية
و على جبينك
يكتب الحظ كل صباح حياة جديدة
للعاشقين
الغارقين في سلامة الماضي و جذب الحنين
و على يديك أتربى أنا كل يوم
كطفل خائف شريد يملؤه حزن دفين
هارب في ليلة ممطرة ليس له مأوى
يبحث عن دفئ
عن سقف يختبئ فيه من ضربات البرد و صوت الأنين
كبائس انقطع عن الدنيا
و فجأة تراءت له جنات و عروش شمالا و يمين
دخلت الجنان وقلبي السجين
ينادي إلى أين
و كيف أنا
وصلت هنا و كيف الهنا يعيد السنين
ملاذي ودادي هلمي و حين
يزيغ فؤادي اقطعي الوتين
بحبل الوفاء رجوت الرضا
و حبر القضا يقضي بدين
فهل أنا الدائن أم أنت المدين
لي بهذا الوصل فكيف الخلاص
و لم الخلاص و أنت إليك
تهب العيانا و أنت الدوا
و رمز شفانا
و أنت المنى
و فيك أنا
أعادي الوجود و فيك الغنى
داهية العُقاب
دليني على طريق عودتي
فقد أضعت وجهتي و عن دياري
أطلت الغياب
دليني ماذا أقول إن صادفت مقيما هنا
يراعي غربتي و لا يضلّلُني
أين يكون الباب
إني أتساءل هنا ماذا أفعل
و كيف إلى هنا أخذتني الأسباب
قد كانت في الأول مزحة
و بين عشية وضحاها وجدتني هنا
أخاف أنا المكوث فقد تلتهمني الذئاب
أنا ما دريت قصتي
و لا حسبت أن تكون هكذا نهايتي
و لا حسبتك امرأة داهية
أوهكذا تجازي إحساني إليك
أهكذا تردي الجميل إلي
أهكذا يا داهية العُقاب
بصرت فبطشت
في أول لحظة بدت أنيابك
و خضت تنشرين الذباب
لتعللي بذلك هفواتك
ليصدقوك في كل بهتان
خططت له قبلي
لتقلبي الموائد علي
و تستعطفي الألباب
عجبت و لم أعجب من قبل
كما عجبت
كيف أحترس من الشقراوات
و أصير في النهاية طعما لأنثى الغراب
انصرفي
انصرفي في ثبات و احترفي الفنون
يليق بك كل ما تختارين
رغم أنفه
كل ما تريدينه يكون
إن شئت الوصال
أو قلت البعاد
أو حتى إن فضلت السكون
اقترفي في حقي ما تشائين من الذنوب
فلا ألام أنا و لا تلامين
و لا حرج على المجنون
فأنت سلبتني وطنيتي
و حق الإقامة
و التأشيرة
و أسماء النساء بعدك لا أظن أتذكرها
يكفيني معرفتك و رضاك
لا تهمني الظنون
و إنما حيث تكونين أنت أريد أن أكون
قبل أن يتبين
و عاتبني
وهو لا يعرفني
ليته كان يعرفني
كان حتما سيعذرني
و جاء بادعاءات كاذبة
زين بها مقاله
و حين أردت استفساره
امتنع و جردني
من حيائي و عفتي
و ادعى جرأتي
غادر بلا تفكير و لا تفسير
و تركني
صدق كل قائل
و حاصد بلسانه
ما يشاء صدق
و كذبني
رحل بعدما مزق شراع عاطفتي
هجرني
مضت سنين
قضت أعوام
علم بعد فوات الأوان
أنني شريفة لا أنحني
طلبني
بعد ما كلَّت أقدامه
و جدني
ترجاني
استسمحني
بعدما قتل في الصدق و الإحساس
قصدني
و جدني في زاوية
في عافية من بلاء غيري
حسدني
على سعة صدري
و عدم اكثراثي بما يقال
قال لي
ألا تعفين
يا كريمة بنت الكرم
قلت إني صمت عن الكلام
أما العفو
ذاك من اختصاص رب العالمين.
نزلت دموعه أمام ناظري
طلب أن يعود للماضي
حتى ينصفني
أشرت له بيدي
أقصد بذلك تيسر و امض
و أنا أتكئ على عكاز كأولئك الحكماء
مضى
غاب عن ناظري
عادت حيويتي
و تورد محياي
لكن هيهات هيهات أن تعود نضارتي
هيهات مرة أخرى أن يكسبني
****************
همسة قلب
خفقان قلبك يهمس لي
هذا الخبر لا يبشر بالخير
إن قصتك اتعبت الألسنة و جاوزت المستحيل
حبك أسطورة أنا أعشقها
رحلة حصرية أشتريها
لا يشاركني فيها أحد على هذا الممر
اخترتها منذ البداية لمخاطرها
فأنا ولدت لأكون للاستثناء رمزا
أغير روتين القانطين و أبني للحالمين
صرحا يتجاوز أميال السفر
حدوده ممتدة ما بين القرار و الإقرار
بأنه ليس هناك بد لنكمل المشوار.
إن كان الحب حقا مغامرة
فأدنى شيء أن أكون سندبادا يمتطي أمواج الهوى
و يعتزل فترات ليدع عواصف البرود تمر
تنساب بلا عودة و تترك الاختيار لمن يختار.
كم من الشامتين ينتظرون سقوطي
من أعلى برجك بلا مظلة و هم لا يعرفون
أنني لو ما كنت أحترف التحليق
ما أخذت تذكرة أغامر بها بنفسي و مالي
المهم أني أراهن على قلبك و لو على عتبات المحال
رأيتك في المنام
تراك حتى في المنام كنت فطنة
كشفتني فأيقظتني
لماذا قطعت علي جميل الأحلام
أحتى الأضغاث ممنوعة معك
ما أقسى أحكامك معي
و ما أعدلك
قرأتك أمنية في ليالي العيد
و كلما أتى عيد جددت عهد الأماني
فأين أنا من بين اهتماماتك
و أين العدل
أين يتجلى فيك صدق الكلام
قلت حيية
قلت خجولة
لست عجولة أنت
تخافين أن تكبري معي
لا تحبين مغادرة الطفولة
و أنا ماذا في قاموسك
هل أنا بيت قصيدك
أم على الهامش تركتني أنازع شكي بيقيني
و أستعين بالمنام
يا غالية على قلبي
و على لساني أغنية لا تزال
كلما تذكرتها ترنحت
و على أقداري باغية
سئمت انتظارك و هذا التعجرف المبهم
الذي يثير في حقيبة أفكاري
أن أخرج عبارات الملام
إلى متى تلعبين على الحبل
تتقلبين بيني و بيني
تزاحمين في حماقاتي
و أصير أنا مجنونا
لا أفصل بين الحقيقة والخيال
لا أدري إلى أين ينتهي بي المآل
على مقصلة العتاب
من قلب مهجع المحبين
و فوق مقصلة العتاب
وجدتك هناك تلومني
أنني كنت في الحب كتومة
أكثر من اللازم
و تقول أني
أضعت فرصتك الأخيرة
وتركتك تمضي وفي حقيبتك العذاب
تدعي أنك ضحية حب أحادي
كنفق مظلم ليس له باب
تنزل علي الأحكام دون دلائل
و تسقط من يدي آخر ورقة
أعلنت فيها وفائي لك
تكذبني و تصدق الأغراب .
أنا لن أعتب عليك كما تفعل
سأسامحك بشرط إن أنصفتني
و برهنت لي أنك
ما كنت تدري رحيلي
يوم انتفض كبرياؤك ثم غاب
جلنار
جلنار
لا زلت أنتظرك فوق المنضدة
أضع نظاراتي و قلمي
و أترقب عل النافذة مطلعك
بين سدة الدار.
ألا زلت تودين العودة
عودي نتناقش بالموضوع الذي بدأنا
لا لم ينته الحوار
جلنار
تذكرين ليلة أتيتني و خاصم النوم جفنيك
في شدة العتمة قلت لي أنك تودين الفرار
و هدأت من روعتك
و أعدت بسمتك
بكلمة مني تراجعت عن القرار
فما الجديد الذي صار الآن
حتى غبت مرة واحدة دون عودة
دون رسالة و لا استفسار
هل سأقضي باقي أيامي أنثرها
و أراهن عليها عودتك بلا ضمان
بلا أي أدنى إشعار
أعطني جوابي
لا أريد أكثر
و لا أطمع في حب وُلِدَ مع أول العتمة
و اختفى قبل طلوع النهار
جلنار
قبل أن أغلق حساب ذكرياتي معك
أحتاج توقيعا منك
يريح عبء انتظاري
و يخلصك من تبعات قلبي الشغوف المتسرع
يعيدك إليك و يعيد إلي رشدي
فلا أسقط مجددا في قسوة الأقدار
يومي يشهد
كما هذا القلم و السماء
و أرض طموحاتك تعدني بالكثير
لم يتبق إلا القليل
أما علمت أني أكره الانتظار
ألم تخبرك قساوة الفصل
و انخفاض أسعار الكلمات
التي بت تعرضها كلما رمقت
شيئا يمت إلي بصلة
اقطع الصلة وصل وعودك بالإنجازات
فلم تعد تعيش هاهنا الشعارات و لا الأشعار
قد تلين قسوة هذا الفصل
المنعكس على خيبات الطقس و حصيلة السنة.
تابع حماسك في البحث و اربح الوقت
هو فقط ما تملك
و حاول أن تعيد تشكيلة أحلامك بدوني
حتى تكون لي قدرا
حتي يغيض صبرك
و يفور شوقك فتأتي بلا موعد و بلا مقدمات
إن كان حبنا يستحق التقدير
أليس من الأولى أن يتحرر فينا الأسير
ماذا لو
ماذا لو لم تعد معتذرة
هل أعيش متذمرا
قد شقيت إذا لم أجعل لذاتي صيتا مقتدرا
قد خبت و ما أتعس أمي
يوم ولدتني و آثرت يومي
هل كنت إلا عاشقا في الزحام
لا يدري عنوان الهوى
و أن الهوى ضرب من الحظوظ
أم أني سوى سقيم علت حمته فاستأنس بمسكن
يداري به خيبات الحظوظ.
ماذا لو لم أكن في الأصل مهموما
و في هواها اكتشفت أني كنت موهوما.
أهذا الهوى الذي ملأ الخيال شوقا و عشقا و خيالة
أهذا الهوى الذي ذهب بلب الأخلاء
حتى جعلوه قربانا مثالا.
أنا لم أجد بعد فيه ما يستحق أن يقال
إلا أنه جان على من جناه في جنته جنان
و في ناره جنون يهذي به المحموم أوقاتا طوالا
*****************
إن كنت أنت المنفى
و القاضي و الجلاد
أو كنت أنت الوطن
و الجندي و العتاد
فكيف لا تفصلين في أمري
و ترحلين هكذا
لا يهمك إن بقيت أسيرا
و كيف أتحرر و قد أعطيتك عهدا
بأن لا نفترق إلا
أن يأخذنا الموت
أو يجمعنا الحداد.
إن كنت أنا المرفى
و على حافة شاطئك أتيت
قد ساقتني إليك اللهفة
فهل يطيب لك جفن من بعدي
و من هو الحر في نظرك
هل هو الذي وعد أم الذي أوفى