مقالة بعنوان قراءة في موضوع الزواج

  و إن كان الرجال من المريخ و النساء من الزهرة فإنهما يظلان آية من آيات الله، فتركيبة كل واحد منهما المختلفة  و المعقدة هي سر الانسجام و التوازن في النفس البشرية و في سير الحياة بشكل طبيعي. و إن تصورنا أنهما بنفس الخصائص، فلا محالة كنا سنسقط في النمطية و التكرار، ولن يكون هناك تعاقب و تنوع كما الليل و النهار، و الأرض و السموات و باقي المخلوقات.

قراءة في موضوع الزواج

  • الزواج ميثاق غليظ و مودة و رحمة  بين الزوجين:

    إن الزواج أخذ و عطاء ومودة و رحمة و تقبل للعيوب و تغافل عنها بحيث تنصهر الاختلافات السلبية والتي من شأنها أن تعرقل الأمان الداخلي بين الزوجين، في حين يعمل كل واحد منهما قصارى جهده ليتشارك الحياة الجديدة مع الطرف الآخر.

  • ما هي أهم أسباب فشل العلاقة الزوجية و كيفية مواجهتها؟

    * أهم أسباب فشل العلاقة الزوجية:

    - إن عدم الاحترام بين الزوجين و النظرة المثالية للزواج، تكاد تكون السبب الرئيسي في فشل الزيجات في أيامنا هذه والتي قد لا يتجاوز عمرها فترة ما يسمونه "بشهر العسل". فالمسألة ليست إلا في العلم و الوعي.

 لو أن أحد الطرفين كان مطلعا على تركيبة الطرف الآخر الفيسيولوجية و البنيوية، و الاجتماعية و الثقافية و ما إلى ذلك، لكان بالمقابل ستتغير الكثير من الأمور، و سيقل عدد حالات الطلاق، كما ستقل مختلف الصراعات بين الجنسين. وستصبح هذه المؤسسة ذات أسس قوية قادرة على إدارة شؤونها مهما كان.

 وعوض أن يختار أحدهما أو كلاهما الهروب لحظة المشكلة، سيتعاونان مع بعضهما البعض لتعود المياه إلى مجاريها، و يعود الود بينهما.

      - كذلك نجد الظروف المادية و الاقتصادية و تدهورها سبب مهم في عدم نجاح هذه العلاقة مما يسبب ضغوطا علا كلا الطرفين و يعجل بإنهاء العلاقة مع تزايد متطلبات الحياة.

     * كيف يمكن أن نواجه أسباب فشل العلاقة الزوجية:

     نحن مدعوون أكثر من ذي قبل إلى العلم و الوعي بأنفسنا أولا، فكيف لزوجين أن ينجحا في تكوين أسرة مسلمة يسودها  التفاهم و التقبل إن كان  الغالبية في مجتمعاتنا العربية خاصة يرى في الزواج ضرورة حتمية في سن ما، دون أي تكوين مسبق أو دراسة تؤهله للخوض في هذا المشروع المؤثر على المدى القريب و البعيد في الأجيال القادمة، مما  ينعكس على الرؤية المستقبلية لتطور المجتمع.

- إن المجتمعات الإسلامية هي من كان عليها أن تكون سباقة لتبني هذه العلوم و تدريسها حتى تنجح نواة الأسرة  قبل باقي الاهتمامات الاقتصادية الأخرى بمختلف أنواعها.

 فاإن كان الزواج  مقصدا من مقاصد الشريعة، فهو كذلك ميدان للمواجهة بين عقلين ناضجين بالمسؤوليات بالدرجة الأولى، و كيف تمارس هذه المسؤوليات، فالوعي بالذات و بالآخر ركيزة أساسية لتستمر مؤسسة الزواج و تصمد في مختلف التحديات اللاحقة.

 و لكن للأسف، فاهتمامات جل الناس أصبحت تافهة، و عوض أن  يتم الاهتمام بالعلوم التي تؤهل صاحبها لنجاح العلاقة، نجد أغلبيتهم يهتمون بسفاسف الأمور و يأخذون العلم من غير أهله و عوض أن يهتم الإنسان بكيفية إدارة نفسه و كيفية فهم الطرف الثاني للتأقلم مع المجتمع، نجده يبحث كيف يؤثر في الطرف الآخر، و كيف  يجعل القيادة لصالحه، فانقلبت المفاهيم وضاع الهدف، و بالتالي تاهت البوصلة.

فمتى نستوعب هذا؟ متى تصبح مجتمعاتنا أمة اقرأ لتخطو خطوة حقيقية نحو التغيير ؟...

 لماذا أتزوج 

وضوح و صراحة

  • الزواج سكن و  ليس هروب 

لا تقل أريد الأمان، مع شخص يحتويني، لا يخونني و يرضيني. عادة في مجتمعاتنا، اللهفة و التوق للتغيير يجعلان فشلنا ضريبة مقابل أحلامنا الوردية. فكم من معجبة انتهى بها المطاف بين أربعة جدران و رأسمالها أو عبئ حملها مجموعة أبناء، في حين أن ولي أمرهم يعيش مراهقة متأخرة. أو يحاول أن يهرب من زيجته الفاشلة، غير مبال بأسرته في أنانية سافرة، بحجة لا فائدة ، ليس بالإمكان. و ليس هذا ما كنت أريده.

و في المقابل، تتوزع الضحايا و تتضخم بين زوجة تفقد استحقاقها و قد تطايرت أحلامها بمجرد استيقاظها لأنها لم تكن واعية بالقدر الكافي إلى حقيقة ما كانت تريده من هذا الرجل. 
ليس بالضرورة أن يكون أحدهما ظالما هنا، قد يكونا هما معا ضحية لتنشئة لا تهتم بجوهر الذات والدافع الحقيقي للزواج، وإنما بما جرى به العمل في إقامة مؤسسة زوجية وحسب. و بما أن الوازع الديني غائب أو ضعيف، فقد استفحلت الظاهرة في معظم المجتمعات و صارت تستساغ على أنها شيء عادي و ما هي إلا عقد متراكمة لسوء فهم للزواج بحد ذاته كمشروع ملتزم على وجه الديمومة و في ظروف سليمة. 

  • الطلاق نهاية حتمية لبداية غير واضحة

لا يمكن أن ينكر أحدنا ما نعيشه اليوم على مرأى أو على سرية. و لتكون ضحية أخرى، تلك التي تبحث عن نفس الأمان تحت ظل رجل عسى أن يكون رجلا في تحمل المسؤولية. و ينتهي المطاف بنهاية الشغف و سحر البدايات و تتوضح السبل بين التخلي و الإهمال أو التحمل مع المشقة و عدم الرضا. 

ليس  كافيا أن تقول أريد أن أتزوج، و لكن الأحرى أن تقول و تعلم لم تريد أن تتزوج، و كيف و متى بناء على احتياجاتك التي لا و لا يمكن أن تقصي احتياجات الطرف الأخر. فكلما وضحت أهدافك، توضحت أمورك و أمور زوجك.  فالقناعة و الوعي و عدم الكمال و التقبل أساسيات الزواج الناجح. و ليس حين نصطدم  باختلاف الطبائع والأفكار نهرب أو نتهرب و نلقي اللوم على الغير، فنعمق من المشكل و يترتب عليه أمور لا تحمد عقباه.

العلاقات بين الحب و التعلق

- كم هو براق و خادع سحر البدايات... لهفة و تعلق لا حد لهما و كأن العشق ولد هنا ساعة التقاء النظرات، كيمياء منسجمة تنادي لعالم لا متناهي من المشاعر المتناغمة. 

روحان تبدوان ملتحمتان كأنهما وجدتا ضالتهما بعد عمر من الغربة لكن، سرعان ما تتلاشى كل هاته الأوصاف الجميلة والتعابير المدهشة.

مقالة بعنوان قراءة في موضوع الزواج
مقالة بعنوان قراءة في موضوع الزواج

1- في شباك التعلق

 - في أول اختبار يحدث اصطدام للدوافع الخصوصية لكل منهما. لقد أخطأ كلاهما في فهم العلاقة بينهما، بل أخفقا في فهمها و فهم ذواتهما. كانا يعتقدان أن سعادتهما مشروطة بأحد الطرفين. لقد رسما الحب كطريق مزهر مثمر كله فراشات و اعتقدا أن لهما نفس الميولات و الاهتمامات و الأهداف.

 - في أول تصادم و احتكاك لأفكارهما و عقليتهما المتباينة، حدث نفور مفاجئ يينهما، جعل كل واحد منهما يتمسك بموقفه و يعود خطوات للوراء ليتأكد من صحة اختياره أو سبب تسرعه و اندفاعه في العلاقة.

 استغرقت مدة المراجعة بينهما سنين طويلة حتى ازداد كل منهما نضجا و مسؤولية وواقعية. فعلما و سلما أنهما ثنائي مكمل لبعضهما و ذلك حين أعاد كل منهما قراءة العلاقات بشكل سليم، و كيف يجب أن تكون. 

- بعد سنين من الاستراحة و البحث و الصراحة، توصلا إلى أن علاقتهما لم تكن تستحق تكلفا و لا مساطر و لا أوامر، و أنها ليست معركة و لا تفاضل بينهما. فتوصلا إلى أن سعادتهما في الاعتراف و التقبل لنواقصهما كشريكين يكمل بعضهما بعضا، و أن الزواج حب مع استقلالية و ليس تملك و تعلق و حالة مرضية.

2- حب و مودة

- إن شعور كل منهما بالوفرة و الاكتفاء حقق سعادتهما مبدئيا، فأصبح بإمكانهما خلق أجواء سعيدة تعاقدية مع أنفسهما أولا قبل أن تكون مع الآخر.

 و بعد سنين من التأقلم مع ضغوطات الحياة، صار لقاؤهما سعادة و كمال جمال. فيما بقي غياب أحدهما لا يشكل تهديدا للطرف الآخر. و هنا تحققت سعادتهما فعلا بخلق المساحة لكليهما و السعي لأهدافهما المستقلة بتفهم أحدهما للآخر و احترام خصوصية بعضهما البعض. وأصبحت روحهما مقتربتان مقترنتان في الحل و الترحال و لم يعد المكان و الزمان لهما دور للنيل من هذا الحب الذي طغت عليه الحكمة و طوقت المشاعر بسياج من العقل و الواقعية. حتى أذواقهما اختلفت و نضجت مما جعل تقييمهما للحياة أعمق و أحلى.

 فما أروع من ثنائي تهزمه الحياة بالهرم و التجاعيد و الضعف بين الفينة و الأخرى فيهزمها بالحب و المودة و سعة الصبر و التحمل، و جعل من علامات تقدم السن علامات نضج و خبرة و بصمات في تعايش حقيقي في خضم مسرح الحياة. 

- إن التوق لحب الروح لن ينتهي و إن طوت الأيام أجسادا بالية،  فحقيقة من وصل لهذه المرحلة في حياته، كان الحب حبا و الحياة حياة...

MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-